في الثالث عشر من فبراير عام 2007 الموافق يوم الثلاثاء، كانت السماء ملبدة بالغيوم، وكنت في الضحى أجلس على الأرجوحة في فناء بيتنا، آنذاك كنت فتاة الرابعة عشرة، وكانت الحياة أمامي ممتدة امتداد السماء التي لا تُرى حدودها. كنت أرنو إلى الأعلى باتجاهها، ونسمات الهواء العليلة تراقص أوراق الشجر الممتلئ في الفناء، شجر أخضر وسماء مائية وغيم أبيض، كان تدرج الألوان بديعا، وأبدع ما بتلك اللوحة لون السماء الذي يشبه لون الماء بالرغم من أنّ لا لون له! لوهلة في تلك اللحظة سألت نفسي: هل لونها يشبه لونه؟ أم لأنها تفيض به مطرا ارتبطت بذهني به؟ تفتح السماء أسئلة تأملية بقدر حجمها، مثلما تفتح إحساسا بقدر حجمها. هكذا أحسست وأنا أرنو إليها أن ثمة مطراً سيهطل منها لكنه ليس ماء! إحساس يبدو ألّا معنى له، حاولت تشتيته وتوجهت داخل البيت لمذاكرة فروضي، وقبل العاشرة بالثلث ليلاً أنجبت أمي أختي السماء! مرت السنون وأنا أرنو إليها قطعة سماء تمشي على الأرض، صورة كونية غريبة! لطالما كنت أحتفي بمولد السماء، حتى بلغ عمرها هذا اليوم الرابعة عشرة، تماما كعمري حين ولِدتْ. ** **