في طفولتي كنت أرى، أحياناً، رجلاً كبيراً يتحرك على راحته في بيتنا، يدخل ويخرج، من دون أن يُكلم أحداً، ومن دون أن يكلمه أحد، فسألت عنه أبي وأمي وإخوتي، فتبين لي أنهم جميعاً لا يرونه. وحين ذكرت لهم أوصافه بدقة، عرفه أبي، وقال إن هذا الرجل هو جده (...)
اذا أردت معرفة مستوى رقي مجتمع ما فلا بد من الوقوف على اهتماماته وسبر غورها للولوج إلى كُنه تفكيره، فإن كان هذا الاهتمام منزاحاً لعالي الأمور فإنه مجتمع عالٍ، والعكس صحيح..
هذه المقدمة رأيتُني مضطرًا لها بعد قراءتي لخبر مفجع أليم نشرته صحيفة إيلاف (...)
قبل ما يربو على عشرينَ عامًا انضمَّ إلينا بمُنتدى الينابيع الهجرية شاعرانِ مكتنزان بملامح إبداعية مشرقة طموحهما يمتدُّ أفقيًا ليكسو سماءً باتساع الأدب، وأفقًا بامتداد الدهشةِ، وفنًّا يُحركُ في النفس فنيتها كما قال عمُنا البردونِي.. ومراسًا ينمُ عن (...)
قبل ما يربو على عشرينَ عاماً انضمَّ إلينا بمُنتدى الينابيع الهجرية شاعرانِ مكتنزان بملامح إبداعية مشرقة طموحهما يمتدُّ أفقياً ليكسو سماءً باتساع الأدب ، وأفقاً بامتداد الدهشةِ ، وفنّا يُحركُ في النفس فنيتها كما قال عمُنا البردونِي ..
ومراساً ينمُ (...)
==1==تساءل الرمل عن اغفاءة البيد==0==
==0==وعن خيال برحم الغيب موءود
وعن ترنم طير كيف اوجعه==0==
==0==كف البعاد فلم يحفل بتغريد
طارت به الامنيات البيض عن وطن==0==
==0==غال, فعاش على آلامه السود
غنت على عزفه الاطيار فانشرخت==0==
==0==قيثارة البعد في (...)
احتجت امامه على الغزل الحسي لدى الشعراء دون أن تعرفه
جاءت وفي فمها ارتجاف نم عنه الكبرياء
وعلى ذراعيها غفت عشرون من عمر الشقاء
نام الاسى في ناظريها، فهو والبلوى سواء
قالت: اتيت هنا اجسد هم آلاف النساء
جرحت احاسيس المنى فيهن كف الشعراء
الناظرين لهن (...)
لعلها سمة ظلت تلازمني ملتصقة بعقلي الباطن طوال حياتي وهي الشوق الجارف العارم الذي يصل بي إلى درجة الذوبان لذلك المكان الذي تلقيته بكلتا يدي عند مجيئي لهذا العالم .. هذه الحرارة الملتهبة التي تجتاحني من قرن إلى قدم لكما بعدت ولو خطوات عن هذا المكان (...)
زارني مساء الامس صديق عزيز لم اره منذ مدة لعلها جاوزت السنوات الخمس، قد لا يهمكم هذا التفصيل ولكنه جاءني وهو منتفخ الاوداج.. بادي الانزعاج مقلوب المزاج لا تكاد شفتاه تستقران من هول ما بهما من اهتزاز.. ولا تكادان تنطبقان من فرط الاشمئزاز.. علت محياه (...)
قصيدة في رثاء الشهيد محمد الدُّرة وهي لسان حال أبيه جمال الدرة وهو يخاطبه قائلا:
بُني: مِن أيِّ رُزءٍ فيك ابتدئُ
وفي فؤادي نارٌ ليس تنطفئُ
بُني: يا ألقَ الصُّبح الذي انكسفت
شُموسه، وغدت في الأفقِ تنكفئ
يُني: يا قطرة العُمرِ التي نضبت
ما زلتُ أرقبها (...)