عزيزي الرجل.. هل فكرت يوماً في الحكمة الربانية من كون المرأة تتوقف عن الإنجاب عند سن معين، بينما الرجل يمكنه الاستمرار في أداء دوره في هذه العملية حتى يشيخ؟!
إن في هذا الأمر من الحكمة ما لا يمكن لعقولنا البشرية إدراكه، ولكن.. في حدود معرفتنا الضيقة (...)
خلال الأسبوع الماضي وصلتني رسالتان كلتاهما توقفت عندها كثيراً.. ولا أعلم هل هي مجرد صدفة أن تصلني هاتات الرسالتان في ذات الأسبوع؟!
أولى الرسالتين كانت من والدي - حفظه الله - تضمنت مقالاً باسم «الربع الأخير من العمر» لا أعلم من هو كاتب المقال حقيقة، (...)
فرق شاسع بين كونك تملك ثمن ما ترغب به وبين عجزك أن تحصل عليه ولو كنت تملك كنوز الدنيا، لأن ما ترغب به ببساطة لا يشترى ولو بمال قارون..
قمة العجز أن ترى أحلامك وهي مجرد بضاعة لحظات مركونة على أرفف حياة غيرك دون أن يلقي لها بالاً أو يدفع لها ثمناً، (...)
السخرية من الأشياء سواء كانت أشخاصاً أم جمادات هو أسلوب تحقير وتصغير يعتبر في الغالب أسلوباً مذموماً ينشأ عن مريضي الأنفس الذين يحتقرون ذواتهم بالأساس، ويدارون هذا الشعور بعكسه على ما ومَن حولهم..
إلا أنني في حالات خاصة أعتبره محموداً وذلك عندما (...)
أصعب ما يمكن للحر أن يعانيه هو أن يحمل في جوفه قلبين، وأن يفصح عن مكامن أحدهما بلسانه بكلماتٍ معدوداتٍ محسوبات، وهو في آنٍ معاً تكاد عيناه من سيل البوح وزحمة اللغة الأخرى تصرخان بلا صوت..
وأسهل ما يمكن لبشرٍ فعله هو أن ينصِّب نفسه قاضياً ليرمي (...)
إن لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية هويته الخاصة به، والتي تشكلت عبر الأجيال من خليط التركيبة المكانية والدين والأعراف والتقاليد والثقافة وأسلوب الحياة، والذي يتأثر بدوره بعوامل جغرافية وحضارية وإنسانية، كلها تذوب في بوتقة عمارة الأرض والتي هي مهمة (...)
لا أعلم كيف أصابتني نقمة الانتباه للتفاصيل الصغيرة في الشوارع..
تلك التي تزاحمت فيها البنايات الشاهقة والأسواق التي تباهي بعضها بعضاً ببريق زجاجها وانعكاسات الضوء عليها والسيارات الفارهة المصطفة أمامها، وواجهات معارضها التي تواري خلفها أثمن الملابس (...)
خُلِقتُ أحمل روحاً حُرة.. بل هي بخفتها تحمل هذا الجسد..
لا حدود لأفكاري.. ولا حتى مشاعري..
رغم أني عشت عمري كله ألتزم بكل الحدود ولشدة حساسيتي وحتى لا أسمح لأحد أن يوبخني، فأنا لا أتجاوز ما لا يصح تجاوزه..
وإن رأيتني صامتة فأنا حينها أوجد أسباباً (...)
عجيبة هي الغربة كيف تورث القسوة أحياناً تماشياً مع مقولة (البعيد عن العين.. بعيد عن القلب)، فكلما طالت مدة البعد تبهت الصور وتخفت الأصوات فتختبئ في الذاكرة البعيدة ولا تظهر إلا حين يستثيرها موقف أو حكاية.
ولكن هذه الغربة ذاتها هي من أرجعتني طفلة (...)
ليس بالضرورة كي تنتصر لنفسك في حوار أن تهزم مَن أمامك.. فانتصارك الحقيقي في أن تخرج من أي حوار بالوصول إلى الحقيقة أو الصواب الذي قد لا يكون بالضرورة هو رأيك وقد لا يكون كذلك الرأي المحض للطرف الآخر، بل مزيجاً من الأفكار التي هي محصلة هذا (...)
لا يخفى على الجميع أن عدداً كبيراً من الأشخاص يبحثون عن وظيفة، البعض منهم ممن هو على رأس عمل فعلياً ويبحث عن فرصة جديدة بدخل مادي أكبر أو بيئة عمل أفضل يمكنه أن يجد فيها ذاته ويلمع نجمه أو يحصل على منصب أعلى، والغالبية العظمى من الباحثين عن عمل هم (...)
لم يخذلني قلمي يوماً في سرد أفكاري وبث مشاعري، وفِي كل مرة أمر بحدث ما أو يستفزني للكتابة موقف معين أجدني أفتح دفتري وأمسك بهذا القلم -فأنا من جيل الورقة والقلم ولا تستهويني الكتابة الإلكترونية- وأضعه على أول السطر وأدخل في حالة من التمدد والتبدد (...)
يتضح لي يوماً بعد يوم أن ما يناله الإنسان يتناسب تناسباً طردياً مع ثقته بمدى استحقاقه للأفضل، فكلما ارتفع شعورك بمدى أحقيتك لحياة أجمل قادك ذلك إلى السعي الحثيث وإطلاق العنان لطاقاتك، وجعل تركيزك ينصب على الفرص الأفضل إن لم يكن باغتنامها فقط سيكون (...)
رغم عشقي للسفر بكل طقوسه بدءاً من حيرة اختيار الوجهة ومواعيد رحلات الطيران وحجوزات السكن والحماسة الطفولية التي تصاحب ترتيب الحقائب في كل الرحلات الاختيارية، وحتى بعدما فقدتُ رفاهية الاختيار وأصبح السفر ملزماً بحكم واجبي تجاه تنقلات عمل زوجي ودراسة (...)
أن تدخل في حالة حب مع شخص فهذا أمر مفهوم ومبرر، ولكن أن تدخل في حالة حب مع أشياء وتصبح هذه الأشياء هي زادك الروحي وجزءاً من تكوينك الوجداني وترتبط بها لدرجة أن تتشكل داخلك كقطع الأحجية لتكون رصيداً لذائقتك الفنية والأدبية في ذاكرتك ومشاعرك فهذا عشق (...)
تعدُّ الأمثال من أكثر الموروثات الأدبية شعبية وتميزاً على حدٍّ سواء، فهي تراث موغل في القدم يعبر عن تجارب وممارسات البشر ويحمل انطباعاتهم ويعكس ما يختلج في أعماق أنفسهم تجاه المواقف والأشخاص.
وهي بالتأكيد نتيجة لصراع مع حدث يقتضي بصاحبه -سواء كان (...)
بعيداً عن التعقيدات التي حملتها الأزمة الخليجية وبِغَضّ النظر عما عودتنا عليه السياسة من مفاجآت، إلا أن ما حدث في العلا كان بمثابة جراحة دقيقة -تم الإعداد لها على مدى أشهر- لإعادة فقرة من العمود الفقري إلى مكانها ليشتد بها الجسد الخليجي ويزداد صلابة (...)
يخيل لنا أن أسوأ ما قد يكابده الإنسان هو فقده لمن يحب بالموت، ولكن الموت قدر حاسم نعلم أن الشخص قد انتقل به إلى دارٍ أخرى غير التي نحيا بها.. وإننا به لاحقون.
وعلى قدْر قسوة الموقف إلا أنك تعرف أن الميت لم يختر هذا البعد، فيترك لك ذلك مساحة من (...)
إن أغلبيتنا واقعون في فخ صفحات التقويم وأسماء الأشهر وأرقام الأيام والتواريخ، مغيبون عن حقيقة أن العمر ما هو إلا اللحظة التي نعيشها الآن، وأن ما مضى مضى بِغض النظر إن كان بدأ بتاريخ كذا، وأن ما تبقى تبقى بِغض النظر إن كان سينتهي في تاريخ كذا.
إنها (...)
تعودنا حين نرى طفلاً يمسك بأداة حادة أو شيئاً قد يؤذيه، أن نسرع لسحبه من يده خوفاً عليه، ولكن حتى في هذه الثواني المعدودة كانت حكمة والدي - حفظه الله - حاضرة - كما كانت دوماً ولا تزال - فقد كان والدي في مثل هذا الموقف يقول لا تأخذ من يد الطفل شيئاً (...)
يعيش الإنسان عمره كله باحثاً عن السعادة، ولو سئلت عن هذه الكلمة ستجدها تحتمل عدداً لا حصر له من المفاهيم بعدد من عاشوا على هذه الأرض منذ بدء الخليقة..
فلكلٍ منا ترجمته الخاصة لها، فمنَّا من يجدها في الاستقرار المادي وآخر يجدها في العافية أو دفء (...)
كثيراً ما يتنازعنا الشوق لأشخاص أفلتوا أيدينا في منتصف الطريق، وكم من صديق سرقته منا طرقات العمر فلم يبق منه سوى قصاصات من الذكريات التي تغالبنا دهرا فتغلبنا.
وكم من صفحات نقلبها في دفاتر الذاكرة التي تحمل صور ضحكاتهم وتعابير الآلام التي تقاسمناها (...)
تداولت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية في الأيام الماضية ما جاء في حديث صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، وتحديداً ما كشفه سموه عن متاجرة السلطة الفلسطينية بقضية بلدهم وشعبهم على مدى عقود طويلة من الزمن..
إن ما ذكره سموه (...)
في الوقت الذي يميل فيه معظم الناس إلى الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية والاستغراق في تفاصيل الخضرة الممتدة على مرمى النظر والأنهار والجبال والشلالات أو القمم الثلجية أو حتى مشاهدة البحر في وقت الغروب وقد اكتسى من حمرة السماء لوناً يباري جمال عروسٍ (...)