«شدود! نادوا على شدود!». يدخل شاب يقارب طوله المترين، عيناه اصابها حول، وبدا عليه شيء من التخلف العقلي. البدلة العسكرية «النظامية» التي ارتداها كأنما على عجل صغيرة على مقاسه فقوصت كتفيه وكشفت عن ساقين ورجلين متورمتين. لم يعرف «شدود» كما لم نعرف نحن، (...)
عند أطراف بلدة الراعي الغائرة في الريف الحلبي، المحاذية للشريط الحدودي الشائك مع تركيا، يقع السجن المركزي لحلب وريفها. بناء ضخم يحرسه شبان بعضهم في عمر المراهقة، يستمدون هيبتهم من سلاح حملوه على أكتافهم ولحية يعملون على إنباتها.
نائب مدير السجن، (...)
«خالتي ام حسن» يناديها الشباب الجالسون في إحدى غرف منزلها الفسيح، ويتندرون في غيابها من تسلطها عليهم. يتحلق الشباب حول موقد يعمل بالحطب ويشربون الشاي ويدخنون السجائر بشراهة في غرفة معدة لاستقبالهم والعشرات الاخرين مثلهم. هم مقاتلو الكتائب المسلحة في (...)