"الرياض"..
أيهما؟
المدينة؟ أو الصحيفة،
وكلاهما الشهيق، والزفير؟
الحياة لكل ثانية من نبضٍ..
إيه يا أخي العزيز "هاني وفا"..
جئتني بعمرٍ تركته في ذرات هذه "الرياض" الصحيفة يلتحم بأول شهقت لها، في ثغر طُلعتي..
حين كانت هذه الوريقات الثمان وليدة لأحلام (...)
صورهم التي على المناضد, والمكاتب,
والجدران
التي في الأساور, والأطواق,
والساعات, والشاشات
أتزاحم تلك التي في الأذهان؟!..
* * *
كان أبي مذ لدونة قدميَّ يحملني ويقف بي خلف نافذة مشرعة على الخارج
كل صباح, ومساء..
كان يخزِّن ما عرَّفت حين أخذتني قدماي (...)
يقال في دارج الكلام «غلطة الشاطر بألف», والشاطر الذي كان صعلوكًا متشردًا, يعرف مخابئ المفازات, وأغوار الطرقات, ومنابت الزرع والماء, وحياض المواشي, والجياد, ومنازل الأقوام ودروب ترحالهم, هو اليوم «الشاطر» النبيه, سريع البديهة, الذكي, ذو المواهب (...)
لا يُفقِد الحليم صبرَه إلا السفهاء حين السفاهة فعلاً, وقولا..
وهذا الذي في العيان على ظاهرة الشمس, تفعله «عظمى» الدول..
فما العظمة إن لم تكن سلوكاً ملتزماً يؤمن بسيادة حق الآخرين في أوطانهم, وبالامتثال لقيم العدل في التعامل معهم, وبتحقيق الاحترام (...)
* * *
يبدأ الخريف في غير موسمه
تأخذه أفكاره إلى قدميه
تحملانه عنوة لخزينة ملابس الشتاء!!..
* * *
عربة مارقة شقَّت صمت ليله
بأوراق روايته أطفأ شمعته
وأشعل المصباح!!..
* * *
الطفل الذي صار رجلا
قطرة قطرة
من لبن عروقها!!..
* * *
المشي في طريق (...)
في الخضم النازف الجارف ربما لا يليق بذات راقية, نبيلة مع ذاتها العميقة
إلا أن يكون لها ميثاق عهد ذاتي:
أن تكون لتيار الطمي سداً منيعاً..
ولبركان الدمار مطراً غزيراً..
ولحفر الخديعة تراباً ثقيلاً..
ولخشاش السموم ناراً موقدةً..
ولمتاه اللسان حصناً (...)
* * *
متخمون بالمعلومات
لنصْغيَ إلى
دبيب النمل!!..
* * *
اللُّثُمُ تلك الصقيلة على وجوههم
شقوقها بالية
حين سقطت!!..
* * *
قطعة الجبنة اللدنة
طعمها الآن يتجلى
ووجهها الملائكي في الحضور!!..
* * *
هذه الحمامة نوحها اليومي بالقرب
يخطف الضُّحى نحو (...)
وإن داهمت المرء حيرة الجهل فإنه في مواجهة ذات هي هو فيها!.
منه وإليه وعنه!.
التحدي الأكثر تقريباً له منه أن يرى جوَّانيَّته بتفاصيلها...
حين يراها قد لا تكون بكل الوضوح الذي يهديه مباشرة،
فالحياة التي يعيش نبضاتها، تتفاعل مآربها شاء أم أبى مع دقات (...)
لم تعد «الرياض» عاصمة المدن في بلاد هي محور أنظار العالم لأنها فقط عاصمة دولة
هي قبلة ما يتخطى عدد مليار مسلم في أنحاء العالم..
ولا لأنها عاصمة أكبر دولة شرق أوسطية منتجة لأهم مصادر الطاقة في العالم, وذات مخزون من الثروات المتعددة مختلفة الخامات, (...)
مع أن العجلة في سرعة فائقة..
مع أن الساعة تبدأ وتنتهي في لمحة..
مع أن مكوك المعرفة يلد على مداره..
مع أن الليل لذوي الهمم نهار..
مع أن النهار في منجز الشغوفين ومضة..
مع أن شعارات البشر كألوان الطيف, وأفعالهم..
ومع أن، ومع أن، ومع أن؛
فإن كل الذي (...)
الطريق طويل
بل بلا نهاية
ليس من حد فاصل، ولا محطة وصول..
هو ذا طريق الساعين لأهدافهم بدأب..
الذين لا ينأون عن طموحهم، ولا يتقاعسون عن حماسهم..
الذين يوقدون الشغف في جوانبهم بشعل أحلامهم،
ويورون ناره بحطب أشجارها..
الذين يثقون في أنفسهم، يسقونها (...)
حين قلنا عن بلادنا إنها «السعودية العظمى» لم نلق العبارة جزافاً، وليست عن مجاملة، ولا تمت لأي شكل من «التطبيل»، ولا مبعثها مداهنة، ولا يشوبها نفاق..
بل هي العظمى بالأدلة والبراهين..
«فالسعودية» في الأزمات قبل الرخاء تثبت دائماً بأنها صاحبة مبادرات (...)
الجو شتائي موشَّى بربيع، ذي مناخ ندي تبوح في حضوره الفضاءات بأسرار جمالها..
تخطف الصحراء ألباب الناس فيهرعون لزخات المطر ممتعين بنسائم باردة تجوب كمسحة كف الأمهات على وجوههم، يحدون مع قوافل مشاعرهم..
كذلك تفعل الشواطئ هناك بهم، حيث النفوس تبسط (...)
هذه المرة الأولى التي يحاصرني واجب الوفاء لأقول شيئا وفيه عني، ذلك لأن ما سأقول عن تجربة في حقيقتها ليست تخصني وحدي، وإنما تخص أولا صاحب القرار فيها، ومن ثم كل من جئن من خلالها إلى صاحبة الجلالة «الصحافة» عبر جريدة الرياض التي كانت رائدة في انبثاق (...)
* * *
النوازل تستنزف إحساس الإنسان بالضعف
لكنه ما يلبث أن يزأر!..
* * *
مع أن أنف الإنسان مهما طال لن يبعد عن إطار وجه صاحبه،
لكن أرنبةَ أنوفٍ كثيرةٍ تبلغ أطرافَ الأرض!..
* * *
ذرات التراب حين تتكتل غباراً في الفراغ
تهزم الصفاء؟!..
* * *
الأمواج (...)
حين تكون «المرأة» عاصمة
عُصبة، وعِصمة، وعاصِمة، وعصيَّة..
حين الكل امرأة، أمَّا، أختا، ابنة، جدَّة، حفيدةً، ورفيقة..
حين هي أملٌ، ومَعقدٌ، أحشاءٌ، محضن، ظلمة أولى، ومَيْثقُ النور..
حين هي الطاحنة، العاجنة، الغارسة، الزارعة، الوتد في المبتدأ، والسقف (...)
* * *
يقبع في زاويته الفسيحة صامتا
الستائر المخملية المتدلية عند أطرافه لا تفعل فتنطِّقه
هذا «البيانو» ذو الأصابع البيضاء دون العازف!!..
* * *
هكذا تفعل الأشياء بلا إنسان
أليست النائية في غياهب السكون حتى يعمِّرْها إنسان؟!..
* * *
الطريق الطويل على (...)
هاتفتني منبهرة تقول ما ليس غريبًا عني, ولا مستجدًا لي, وكنت أصغي إليها باحتواء..
سيدة جاءت قبل بدء موسم «كورونا» بشهرين عضوًا في هيئة تدريس بإحدى الكليات الجامعية..
ربطتني بها معرفة سابقة, ولم يكن لها من معارف, ولا أصدقاء هنا, منذ وطئت الرياض, كانت (...)
أصوات عصافير الفجر عذبة تصدح
بينما البناؤون في المنشأة المجاورة يتشاجرون!!..
* * *
الصغار الذين لا يذهبون إلى المدرسة
يدرسون عن الشاشات فارق الزمن!!..
* * *
خلية النحل حين يعبث بها الصغار فتسقط
تتمرغ في التراب!!..
* * *
الكلمة لا يشربها عَطِش (...)
لو تفيض شجرة الفل على القلوب بياض زهراتها..
أو تمدُّ الأعشاب للصدور بخضرة أوراقها..
أو يرطب الندى محاجر العيون بروي قطراته..
لو تتحول القلوب عيوناً ترى..
والعيون حسّا ينبض..
لو رحم اللغة يعقم فلا يلد لفظاً بذيئا..
لو تتصحَّر جداول الغضب في (...)
لأي المرافئ يتجه الموج؟!
ربما كان سؤال الأسماك الصغيرة
وهي تنتعش بالحياة!!..
* * *
يراقب الصغير مطلع الشمس كل يوم
بينما يُحصي
عددَ الأبواب في البيوت المطلة!!..
* * *
نوح اليمام في الظهيرة
وتحضر رائحة طبيخ
الجيران, ووجه أمي!!
* * *
في عزلة (...)
اقترب العد التنازلي لعودة الحياة اليومية إلى مجراها الذي تعوده الناس حركة حيث يعملون، وسفراً حيث يتجهون، وأوبة نحو ما يقصدون..
بمعنى يشير إلى التحلّل الكبير من جائحة حلَّت بثقلها،
نزلت فعصفت، أقصت وحجبت، منعت، وقيدت، ثم ضعفت، وتتلاشى، ولكن؟!
هي كذلك (...)
ملامح الخريف
في الحديقة
لنحصد الفل المزهر في الغصون!..
* * *
في لحظة ميلاد
تحضر الوجوه
من جهة المقبرة!..
* * *
ضوء من النافذة
ولا يملك الكفيف
وقودا لرؤيته!...
* * *
فراغ الشاشات
الإلكترونية
أماكن!...
* * *
أصداء أنفاسٍ؛
هذا الحزن
يتكلم!..
* * *
كل (...)