صورهم التي على المناضد, والمكاتب, والجدران التي في الأساور, والأطواق, والساعات, والشاشات أتزاحم تلك التي في الأذهان؟!.. * * * كان أبي مذ لدونة قدميَّ يحملني ويقف بي خلف نافذة مشرعة على الخارج كل صباح, ومساء.. كان يخزِّن ما عرَّفت حين أخذتني قدماي خارج نافذته من تفاصيل الأبعاد!!... * * * حتى الذين تستقل معهم مقعدا في حافلة, أو طائرة, أو قطار, أو سفينة؛ لن تطيب معهم المسافة إن تضادت سماتكما!!.. * * * ما الذي سيبقى من السيرة بعد أن تنفض الحياة على الأرض ولا يعد من يقرأها من الذين كتبوها, والذين قرؤوها؟!.. * * * وحدها عصافير الصبح تغدو إلى النافذة.. ووحدها الياسمينة تمنحها العبق!!.. * * * عمرك لن يتبدد هباء, ولن يفنى خشاشا, ولا يضيع منك سدى حين تجدك حيا في أذهان من أعطيتهم معرفة, ومنحتهم عذبا, ورافقتهم تفانيا ليثمروا فأثمروا!!.. * * * حين تتزاحم الأفكار في قلبك لن يجرؤ عقلك على قلمك فلا تبتئس إن تحولت لمداد في محبرة دخيلتك لحظة ما ستنهمر!!..