أي خمج فكري يشوّه الحياة؟ ولماذا نعذب أنفسنا بالتفكير في أشياء تتجاوز"الآنية"لأنها حية، متجددة، ولا سبيل إلى تجاهلها؟ الشكل العيدي للحياة يسيطر على"الأهالي"، هنا، وأنا الذي من"بلاد الشام"، أغرق في أفكار سوداوية بلا مصير! لماذا لا نواجه الهزيمة التي (...)
خدعنا التاريخ. لكأننا لا نعرف أن التاريخ مركب من الخدعة. سنوات، ونحن نلوك النظريات بلا تمحيص، من دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن حقيقتها. وهل للكائنات، والأشياء، حقائق؟
لا! لها أشكال فقط. وهنا تكمن خدعة التاريخ التي لا تحتمل.
سنوات، والخليج العربي، (...)
مساء، أجلس وحدي تحت قصف الضجيج: موسيقى الديسكو الصاخبة، واهتزاز الآسيويات اللدن، وألحان البوب الهادرة، وأصوات فتيات جئن من آخر الدنيا، ليغنّينَ أمام مجموعة من "الخراف" الآمنين الذين لا يكفون عن رفع أقداحهم، وهز بطونهم التي امتلأت بالأطاعم والسوائل (...)
دخلتُ، المقهى فارغ. لا أحد. المقاعد زُرْق نظيفة. في الداخل هدوء، وفي الخارج ضجيج: ضجيج الحياة الملوثة بالغبار! الشارع مملوء بالحركة والضوضاء، وهنا صمت. صمت يفرض التروي! صمت التاريخ المغلّف بالانهيار. لكننا، نحن الكائنات اللاتاريخية، نحب التاريخ (...)
لا أتصور مجتمعاً يريد أن يتقدم علمياً، ويتخلى، في الوقت نفسه، عن لغته!
اللغة ليست وعاء فكرياً، ولا أداة توصيلية، فحسب، وإنما هي حياة: حياة مهيئة للاستمرار، طويلاً، ومع ذلك، هي سريعة النفاد.
حدود اللغة، هي حدود مخيلة العالَم الذي يستعملها. حتى اننا (...)
كانت لحظة تاريخية، عندما صعد الرجل النحيف، الأعجف، منصة الرفض. تعلمنا الخنوع. لا أحد ينكر ذلك. وأول الخنوع القبول. وعلامة القبول الصمت. لكن الرجل الذي قال: لا! لم يكن في الحسبان قوله. صفقنا له كثيراً عندما عرفنا انه الفائز. وأكثر عندما رفض "قيد" (...)