إذا كان العالم يحتفل في 21 أغسطس من كل عام بالمبدعين والمبتكرين ورواد ورائدات الأعمال على مستوى المعمورة، خصوصاً الذين قدموا أفكاراً جديدة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فالسعودية برؤيتها الطموحة 2030 تحتفي كل يوم بهؤلاء الرواد، الذين يشكلون حجر (...)
تزخر محافظة الأحساء بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعود إلى آلاف السنين، وما زال بعضها باقياً إلى اليوم. ومسجد جواثا التاريخي يعد أحد أقدم المعالم المعروفة في الأحساء، إذ يعود تاريخه إلى بداية العصر الإسلامي، ويعتبر من أوائل المساجد التي (...)
النسيانُ طبيعةٌ إنسانية غريبة، لا تحفلُ بأهميةِ الحقيقة التي تُضمرها في غياهِبها المظلمة، ومن العجبِ أنّنا ننسى الأمور الجليلة أكثر من غيرها غالبًا. ومما يشهد لذلك أنّ معنى الوجودِ في هذه الحياة هو أظهر وأجلى حقيقةٍ من جميع المعاني الأخرى المنسية، (...)
لم يكن يتخيل القس الأمريكي السابق صامويل شروبشاير أو "سام" كما كان يطلقون عليه -والذي كان قائدًا سابقًا في جماعة "الكويكرز"، أنه سيجد ضالته في الدخول للإسلام عن طريق الابتسامة على وجوه من يقابلهم في السعودية، وفي جدة على وجه الخصوص؛ إذ كانت الصورة (...)
غدونا اليوم نقرأ الكتب والمقالات والقصائد والأشعار والأدبيات والنصوص النثرية من خلال عدة وسائل دون حكرها على الورق فحسب.
ويتم استخلاص أجمل ما في بطون الكتب وعمق المجلدات إلى وسائل النشر والإعلام عبر تغريدات في "تويتر" أو نشرات في "إنستقرام" (...)
ما من شك بأن عصر الفضائيات والاعلام والعولمة قد انعكس سلبا على ثقافة شباب الامة العربية نظرا لعدم وضع استراتيجية من شأنها الاستفادة من إيجابيات هذا التقدم التكنولوجي المتسارع في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص في المجال الإعلامي.
إننا اليوم نعيش في عصر (...)
وجَلَّله
ما ضره لو أن عهدك
جملّه
عامانِ لو أن المروءة
أنصفت
ما باتت الأشواق يومًا
موحله
يا غُصة كُتِبت عليَّ
و عشتها
ذا آخر التدوينِ ينقضُ
أوّلَه
كل الوعود تبخرت لو
أنها
عادت إلى دربٍ لنا
لتذلله
ظمأ الحقيقة بالسراب
مدجج
من هامة الخذلان أجرى
جدوله
** (...)
بزغَ فجرُ يومِ الاثنين دافئًا ومشرقًا، أوريليو إسكوفار رجلٌ من الطبقةِ الكادحة في مجتمعه الصغير، كان طبيبَ أسنانٍ دون أي شهادة، يستيقظ باكرًا جدًا ويفتتح مكتبه في السادسة صباحًا. أخذ طقم أسنانٍ ما تزال مثبتةً في قوالب الجبس، أخرجها من العلبة (...)
مع سكتةِ الأقلام الدماغيّة، لا يزال بإمكانك الكتابةُ على الشبكةِ وتطويرُ فكرك وخلقُ فرصٍ جديدة لك. كانت الشبكة حتى الآن تصلك بمن في الماضي، ولكنّ الكتابة على الشبكةِ منحتك فرصةَ الوصولِ لمن في المستقبل، ذكر الكاتب ورجل الأعمال ديريك سيفرز مرةً: «إنّ (...)
لمّا كان طلبُ العلم قديمًا يُحتّم على المرءِ العزلةَ والترحالَ وشحذَ الوقت، فيستنفذُ جهدَه وصحتَه، وأنسَه وراحتَه، ويغرّبُه عن وطنه، ويصبح جلّ همه وشأنه؛ كانت ثمرة هذا الطلبِ التلذّذَ في نَيلِ العلم والاشتغالَ به والترفعَ عن كل صوارف الحياة (...)
يعتبرُ أهلُ اللغةِ والأدبِ الترجمةَ عملًا غايةً في الأهمية، ولا تكاد تجد أحدهم إلا وقد عرّج عليها من قريبٍ أو بعيد، فهم معنيّون بها مسؤولون عنها وتساوي أهميتها لديهمُ الكتابةَ نفسها، وذلك لغَيرتهم على اللغة، ثم لأنّ انتشار كتبهم مشارق الأرض ومغاربها (...)
كانت الساعة تشيرُ إلى منتصفِ الليل حين توجّه ميتيا كولداروف مسرعًا متحمسَ الوجهِ أشعثَ الشعرِ إلى شقةِ والديه وطاف كل غرف البيت فَرحًا. كان والداه قد همّا بالخلود إلى فراشهما، وأخته في فراشها بيدَ أنّها ما تزال مستيقظة تقرأ أواخر رواية بين يديها، (...)
على الرغم من أهمية تعدد اللغات، وعِظَمِ دور الترجمة في توسيع الآفاق والثقافة؛ إلا أنّ الانبهار باللغات الأجنبية والانغماس فيها يؤديان إلى ضعفِ وتهميش اللغة الأم وإلى تسيّد اللغة الأجنبية بطبيعة الحال. ينشأ هذا الداء على ألسنة الأفراد المتأثرين (...)
مما لا شك فيه أن الانفتاح على الثقافات الأخرى يُعمق فهم الإنسان للعالم ويخلق تجربة إنسانية فردية من نوعها، الإنسان الفضولي يعشق سبر أغوار المجهول والغوص في ثقافات العالم المتنوعة بحثاً عن نشوة الذهول.
ويتجلى حب أميمة الخميس في مشاركة هذه النعمة مع (...)
مع فيضانِ نهر الثقافة ومناخِ السياسة المضطرب وانحيازِ وسائل الإعلام وتشويهِ المعلومات ورياحِ نظريات العلم الحديث الإعصارية وثورةِ الشاشات والتقنيات البركانية؛ تتولّدُ العديد من الأسئلة المترابطة: لماذا نقرأ الأدب؟ وما دوره وقيمته؟.
مِن المفيد أن (...)
(الفصل الأول)
في أحدِ الصباحات ظهرتْ جنيّةٌ حسناء تحمل سلةً في يدِها لشابٍ وقالتْ له: «أحملُ هِباتٍ في سلّتي ويمكنك اختيار إحداهنّ، ولكن كنْ حذرًا، واخترْ بحكمة! لأنّ واحدةً فقط هي النِّعمةُ القيّمة». كانت الهِباتُ التي في سلّتها خمس: الشهرةُ (...)
قيل في المثلِ "مَن خلّف ما مات"، يريدون به أنّ من أعقب الخلَفَ الصالح من الأبناء؛ بقيَ ذِكرهُ ما بقوا، ولكن يمكن أن يُراد بالخلَفِ غير الأبناء مما يكون أخيرَ وأحرصَ منهم أحيانًا على تكريم اسم الميت وصونِه، كالكتبِ وما حوَته من إرثٍ قيمٍ، سواءً كان (...)
(أيّها الأميرُ الصغير.. لا تكبُرْ!)*
قام أنطوان دو سانت أكزوبيري بإهداء كتابه (الأمير الصغير) إلى صديقهِ بطريقةٍ ذكيةٍ وعميقةٍ جدًا، فقال في إهدائه:
"أستميح الأطفال عذرًا إذْ أهدي هذا الكتابَ إلى شخصٍ راشد. وعذري الأول والأهم: هو أنه صديقي المفضل في (...)
في أي ساعةٍ استيقظتَ هناك صوت باب يُصفع. يتنقّلان من غرفة إلى أخرى يدًا بيد، يرفعان هذا، ويفتحان ذاك، إنهما بالتأكيد.. زوج الأشباح!
قالتْ: "تركناهُ هنا"
فأضافَ: "أوه، وهنا أيضًا"
همستْ: "وفي الطابق العلوي"
فهمس بدوره: "وفي الحديقة"
قال: "بهدوء.." (...)
قبل قُرابة أربعين عامًا، قرأت - مُواكِبًا أغلب رفاقي الجامعيين - روايةَ غابرييل ماركيز (مئة عام من العزلة)، ورغم أنّ ذكرياتٍ غزيرة عنها قد جفّتْ من ذاكرتي الآن؛ إلا أنني ما زلت أحتفظ بذكرى لا يمكن أن تُمحى: شعور الارتباك والانغماس التام في جو (...)
بعد بلوغه الستين عانى من اكتئابٍ حادٍ أوصله إلى محاولة الانتحار أكثر من مرّةٍ. عُرِضَ على طبيبٍ نفسيِّ بارعٍ. شخص الحالة بأنَّها نوعٍ مَرَضِيٌّ من الحنين إلى المنازل التي سكنها في حياته. في جلسة تنويمٍ مغناطيسيِّ عاد به الطبيب لكلِّ المنازل التي (...)
إنّ عقل الإنسان سِفرٌ عظيم وفضاءٌ فسيح، لا يسعنا اكتناه جميع خفاياه، ولا يمكننا حصر معارفه وخباياه، ولكن يمكننا الجزم بأنه يتّسعُ لعوالمَ وموسوعاتٍ ولغاتٍ أكثر مما نتخيل، وينبغي علينا ألا نظلمه حقه ونبخسه قدره بكبتِ جماحه وإلباسه حلّة الجهل (...)
يجلس أمام بوابة (الغاية) حارسٌ على كرسي، وفي أحد الأيام جاءه رجلٌ من الريف يستأذنه لدخول البوابة، فأجابه الحارس بأنه لا يمكنه أن يأذن له في هذه اللحظة، ففكر الرجل قليلًا، ثم سأل ثانيةً إن كان سيسمح له بالدخول لاحقًا، فقال الحارس: «من الممكن، ولكن (...)
إنّ تعلم لغة جديدة يشبه كثيرًا دخولَ علاقةٍ جديدة، يصبح البعض أصدقاء منذ الوهلةِ الأولى، بينما ينشغل البعض الآخر بحسابات التفاضل والتكامل ومواعيد الاختبار النهائي المستحق للتاريخ، حتى يُنتزعون من ذاكرتك مباشرةً بعد آخر يوم دراسيّ.
وفي بعض الأحيان، (...)
الإجازة هي موسم السفر للخارج من الأغلبية، أما من يقرر قضاء إجازته في مصيف الوطن فهو «على قد حاله»، ولأن التاجر يقضي إجازته خارج الوطن فهو حتماً لا يبالي بأسعار الفنادق ولا خدماتها ولا جودة الحياة الصحية فيها، وبالتالي فهو يرفه نفسه على حساب ذاك (...)