كانت أميركا، وهي الآن دولة الحرية والحقوق، قبل سبعة عقود بلدا يُضطهد فيه اليهود، وتُسنّ لهم فيه القوانين المستقلة، والأنظمة المختلفة، وهم إذ ذاك مواطنون أميركيون، لا يختلفون عن أهل تلك البلاد إلا بانتمائهم الديني، واختيارهم العقدي. ولم تمض بأميركا (...)
أمام كل مسلم طريقان؛ الأول أن يأخذ بما وجد عليه الناس، ويقنع بما اقتنعوا به؛ فيكسب وقته، وينشغل بمصالحه، والثاني أن يشك فيه، ويخاف من الاستسلام له؛ فيُلزمه مَنْ حوله أن يقوم بذلكم العمل المحال
لو أراد مسلم اليوم، أو في يوم مضى من تأريخنا، معرفة (...)
لم يكن المقال السالف إلا تذكيراً بخطأ التفضيل بين اللغات، وأنه خطأ مركب، وجناية عظيمة على اللغة نفسها؛ إذ يخال من يسمع هذا الكلام، ويرى الحرص عليه كل عام، ويجد التنادي إليه في الخطاب؛ أنّ هذا الخطاب كافٍ في لفت الناس إلى لغتهم، وحثهم عليها، وكأنما (...)
كثيرون سيفرحون بالغض من الجاحظ، والنقد له، وهم لا يختلفون عنه في الأساس الذي دعاه إلى ذلك، والهدف الذي قصد إليه من ذلك؛ فمنطلقه امتلاك الحقيقة، وغايته نشرها بين الناس، وهم اليوم يستندون إلى المنطق نفسه، والحجة نفسها، فلا يحق لهم إذن أن ينظروا إليه (...)
من يذهب إلى تفسير أحداث الإرهاب بالمؤامرة، وتربص الأعداء، لا يرى في علاقة هؤلاء الإرهابيين بدولتهم ومجتمعهم أي قضية تستدعي التفكير، وتهيّج النظر، ويغيب عن باله كلّ دواعي الإرهابيين التي يحتجون بها، ويستندون إليها في زعزعة الأمن، وتمزيق أشلاء حماة (...)
فاجأني أرسطو في كتابه "في السياسة"، وهو يرد على سقراط، وتلميذه أفلاطون، ويمتحن طرحهما للشيوعية في الدولة، والاشتراك بين الناس فيها، فاجأني حين احتج عليهما بأنّ الناس الغابرين لم يُفكروا هكذا تفكير، ولم يذهبوا إلى إثارة هذه القضية في نظام الدولة، (...)
كثيراً ما تُفاجئ الكاتبَ ردود أفعال القراء، وتُثيره ان كانت بمنجاة عن قصده، وبمنتجع بعيد عن مراده، وليس العيب كل العيب منهم؛ فهو مشارك لهم في خفاء قصده، وعدم وضوح هدفه، ومن مشاركته أنه لم يكتب أولاً في التفريق بين عالم الأشخاص وعالم الأفكار، وأن (...)
د. إبراهيم بن سليمان المطرودي
الرياض - السعودية
ربما يتبادر إلى الذهن من هذا العنوان أن الحديث سيكون عن الغرب حضارته وثقافته، فمفهوم المواجهة، والحديث عنه، لا يرد إلا في سياق الحديث عنه، وعن آثار غزوه لنا، وتلك صورة من صور توجيه السياق المهيمن، (...)
د. إبراهيم بن سليمان المطرودي
الرياض - السعودية
تحديد العدو بدقةٍ في الحياة ضرورة يُمليها علينا تجنبنا ظلم الآخرين، وحفظ جهودنا أن تذهب سُدى، ومحبتنا تحقيق الغلبة عليه بأقل الأضرار الممكنة، ويدعونا إلى هذا حرصنا أن نجمع قوانا تِجاهه، ونبذل طاقاتنا (...)
حين فتشت في اللغة لم أر فيها كلمة أدل في وصف والدنا أبي متعب، وأصدق في الحديث عنه، من كلمة السِّلْم. هو السِّلْم دعوةً وقدوة.
كثيرون من مواطني هذا الرجل العظيم بكوه، وذرفوا دموع عيونهم عليه؛ وإني لأخاله لو كان حياً بيننا؛ لقال لنا:
كونوا على سيرة (...)
ما رأيناه من استنفار الوعي الديني لدى طائفة غير يسيرة، واطلعنا على بعض ما خلّفه من آثار مؤلمة، يشهد على ثقافتنا الدينية من جهتين؛ الأولى أنها ما زالت ترى في المخالف عدوها، والباغي إضلالها، وإخراجها مما كانت عليه. والثانية أنّ دعوة الانفتاح التي (...)
د. إبراهيم بن سليمان المطرودي
الرياض - السعودية
مما تقرر عند كثير من الناس أن خلفية الإنسان تحكمه في فهم ما يقرؤه، واستيعاب ما يطّلع عليه، وهذه قاعدة في الفهم مشهورة معروفة؛ فلا أملك أنا، ولا تملك أنت، أن تتخلص من تجاربك السالفة في فهم ما تُشاهده، (...)
مما تقرر عند كثير من الناس أن خلفية الإنسان تحكمه في فهم ما يقرؤه، واستيعاب ما يطّلع عليه، وهذه قاعدة في الفهم مشهورة معروفة؛ فلا أملك أنا، ولا تملك أنت، أن تتخلص من تجاربك السالفة في فهم ما تُشاهده، وقراءة ما تود الاطلاع عليه، وهذا الاتجاه فتح (...)
د. إبراهيم بن سليمان المطرودي
الرياض - السعودية
هذه القرية الهادئة التي تقع على سفح جبل القارة، وأهلها الذين رماهم الإرهاب بقوسه، وعضّهم بنابه، يكتبون بالدماء الزكيّة للإرهاب تأريخاً جديداً في الشر، ويكشفون عن مسار مختلف في تعدّيه، وطريقة جديدة في (...)
هذه القرية الهادئة التي تقع على سفح جبل القارة، وأهلها الذين رماهم الإرهاب بقوسه، وعضّهم بنابه، يكتبون بالدماء الزكيّة للإرهاب تأريخاً جديداً في الشر، ويكشفون عن مسار مختلف في تعدّيه، وطريقة جديدة في عُدْوانه. ذهبوا وبقي الحزن في أهاليهم، والأسى في (...)
في المقال المتقدم "النص والواقع جدل دائم" سُقت ثلاثة نماذج من الحديث، أظهرتْ أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كان من حقوقه، المفروغ منها، أنه يجتهد وينهى الناس عن شيء كان مباحاً لهم، ينهاهم مرة متعمداً على ظروف عارضة تمر بها جماعة من المسلمين؛ كما في (...)
يغلب على الرأي عندي أن كل الحركات النقدية للتراث ليست سوى احتجاجٍ للواقع على ما دوّنه الأسلاف، وذهبت بهم أذهانهم إليه، وساعدتهم ظروفهم الزمانية والمكانية عليه. إنّ ما شاهدناه في هذا العصر من لدن رُوّاد النهضة إلى من تلاهم من المهمومين بحال المسلمين، (...)
يغلب على الرأي عندي أن كل الحركات النقدية للتراث ليست سوى احتجاجٍ للواقع على ما دوّنه الأسلاف، وذهبت بهم أذهانهم إليه، وساعدتهم ظروفهم الزمانية والمكانية عليه. إنّ ما شاهدناه في هذا العصر من لدن رُوّاد النهضة إلى من تلاهم من المهمومين بحال المسلمين، (...)
إذا كانت داعش وثقافتها تُمثل صورة صارخة من صور انتهاك حقوق الإنسان، وإذلاله، والسعي في حرمانه من حقوق ضمنتها له الأديان والمعاهدات الدولية؛ فما وقعت فيه دول العالم من تأخر وتلكؤ، وهي رافعة لواء حرية الإنسان، ومُدشنة ثقافة حقوقه، أشد وطأ على الناس، (...)
إن العلاقة الوجدانية الطُهرانية مع التأريخ ورجاله هي التي جعلت الوعي عندنا يقف مندداً بكل نقد للتأريخ ورجاله، ومنزعجاً من كل من يُحاول أن يُبرز لنا أخطاء الأمة
قبل أكثر من عقدين تقريباً، حين كنت طالباً في كلية اللغة العربية، كنتُ أتابع مجلة (...)
أول مرة يشدني مطلع سورة الإسراء، ويلح علي، ويأبى أن يُفارقني التفكير فيه!. قرأت هذه السورة مراراً، واستمعت إليها من أفواه قراء كثيرين، لكن المثير لي في مطلعها هذه المرة حين سمعتها من في إمامنا في رمضان المنصرم، لم يستوقفني إلا هذه المرة، ولم يستحوذ (...)
من الحكمة أن تضع نفسك مكان غيرك، ومن أحكم الحكمة أن تضع الأمم الأخرى، والشعوب الأخرى، مكان أمتك، ومحل شعبك وجماعتك، وتتعامل معها في تلك المواضع، كما لو كانت هي أمتك وجماعتك! فتنظر فيما تكرهه لأمتك، فتكرهه لتلك الأمم، وتُبغض أن تصاب به تلك الشعوب، (...)
مما شاع في تفسير نشأة النحو العربي أن العرب حين اختلطت بغيرها فسدت ألسنتها؛ فكان الحل هو في نشأة هذا العلم؛ حتى يعين العربي لأن يبقى على صفائه اللغوي، وبلاغته الكلامية؛ لكن للأسف نشأ علم النحو، ونشأت علوم العربية الأخرى معه، وقضى العرب بعد نشأتها (...)
لكل مجتمع، وكذا كل إنسان، نهج يبني عليه حياته، ويُفسّر به ما حوله، وينتظم معظم أمره عليه، ومتى ما شاكس شيء هذا النهج شعر به المجتمع، والتفت إليه الإنسان، وسعيا جهدهما في ردّه، وقولبته من جديد حسب النهج المألوف، والحكمة المعتادة.
تلك هي الفلسفة (...)
لولا الله - تعالى - ثم الانفتاح لبقيت متطرفاً، لا أرى للعالمين غير ما أنا عليه، ولمكثت حيث يمكث الآن كثير من المتشددين، الذين سوّل لهم الشيطان، وزيّنت لهم أنفسهم، فخالوا ما في أيديهم هو المعيار، الذي يجب على الآخرين أن يقيسوا ما عندهم به، ويتفحصوه (...)