يصحو من نومه قبل أغنامه ! يصحو والنّاس نائمين، بما فيهم أمّه الّتي تصحو على حركته داخل العشّة ،وفور صحوه يذهب إلى جرّة الماء بجانب العشّة حيث يتوضأ ويصلي ثم ينطلق إلى حوش الأغنام يُلقي نظرة تفقديّة سريعة ثم يُطلق (البهم) الصّغار ليرضع من الأمّهات (...)
محمد معلم تربية.. رجل تظهر عليه سيما الإخلاص في عمله، و محبوب من زملائه ومن طلابه، كان له أدوار كبيرة في احتواء كثير من طلابه وإبعادهم عن طرق الانحراف، وتوالت السنوات وهو القدوة الكبرى لطلابه، وكان متواصلا مع كثير منهم حتى بعد أن تخرجوا وأصبحوا (...)
قرية صغيرة، بدأت للتو الخروج من حالة الهدوء والعزلة والبساطة؛ إذ انطلقت فيها حركة بناء غير عادية، وظهرت بيوت جديدة على شكل عمارات مسلحة، وبدأت تتحرك في شوارعها أعداد تتزايد كل يوم من السيارات، وبدأت تظهر علامات ارتفاع المستوى المادي في ملابس الناس (...)
فارس الطفل ذو الست سنوات دخل المدرسة لتوّه، دخل المدرسة بطفولته الغضّة وقلبه الأبيض ولسانه الصادق وعقله المندهش وخطاه الوجله، وفي أول يوم وجد عددا من الأطفال الذين يوافقونه سنا وصدقا وبياضا ودهشة، وكانت من أولى علامات التوافق بينهم الانخراط في حالة (...)
جابر شاب أسمر اللون مفتول العضلات مرن الجسم، لا تصلح الأعياد إلا به، ولا تقوم المناسبات إلا بوجوده، ولا يسمى الناس الرقص رقصا إلا إذا صدر منه، حين يرقص، تتراقص خيوط الشمس، وأذرعة السحب، وأغصان الأشجار.
حين يرقص ترتفع أصوات الطيور بالشقشقة، وتصهل (...)
صفية فتاة من أسرة فقيرة، لكن الله حباها جمالاً داخلياً لا متناهي، وبساطة وعفوية لا مثيل لهما وكانت زميلاتها وصديقاتها في المدرسة يحببن بساطتها وعفويتها وصدقها بشكل هائل، ولا يمكن أن يتجمعن في الفسح إلا وهي في وسطهن، بل حتى في الإجازات الأسبوعيّة، (...)
صفية فتاة من أسرة فقيرة، لكن الله حباها جمالاً داخلياً لا متناهي، وبساطة وعفوية لا مثيل لهما وكانت زميلاتها وصديقاتها في المدرسة يحببن بساطتها وعفويتها وصدقها بشكل هائل، ولا يمكن أن يتجمعن في الفسح إلا وهي في وسطهن، بل حتى في الإجازات الأسبوعيّة، (...)
تنكّر لذاتِك..
وتنازل سريعا عن كل صفاتِك
وعن قناعاتِك..
تنكّر.. وكن صورةً من الآخرين
وظلا.. لهم
وصدىً يردد أصواتهم!
قبّل رؤوسا..
وقبل أيادي..
ترافع وبرر لأخطائهم
وطبّل كثيرا لسلبياتهم
وأضحك إذا قالوا طرفة قديمة
قهقه كثيرا لتزدادَ قيمة
وقل لهم طرفةً (...)
بدأ علي حياته العملية معلماً بكل جدّيّة وإخلاص وتفانٍ وانضباط، حتى أصبح يُضرب به المثل في الالتزام بالدّوام، كذلك كان حريصاً على اتباع طرق التدريس الملائمة والجديدة، وعلى المشاركة في مختلف الأنشطة داخل وخارج المدرسة، لكنه رغم كل ذلك كان غير قادر على (...)
فجأة.. ودون سابق إنذار.. أو إرهاص.. أو حتى إحساس عابر.. فجأة هبّت عاصفة قوية ورياح عاتية، ومعها بدأت تتساقط أحلامنا من شجرة الأمل واحدًا بعد الآخر، طاحت النخلة التي كانت تظللنا بظلها، النخلة التي كانت تطعمنا من طيب تمرها، النخلة التي طالما أشعلت في (...)
متّكئاً على مائة وثلاث من السّنوات، يجلس في مشراقه كعادته كل صباح، ومن أمامه تمر أمواج من البشر تتسابق في طرقات الحياة المختلفة، إلى كل الجهات الأصليّة والفرعيّة من هذه الكرة الأرضيّة، إلى السّوق المركزي، إلى مغسلة الملابس، إلى محطّة الوقود، إلى (...)
من فمها العذب تصوغ أحلى الأسئلة
تسألني عن قلبي كيف عاش شبابه
وعن بدايات الجنون والخيال والوله
تسألني هل أنا في قلبك أول نبضة
بالحب صدقا.. أم مجرد مرحلة
***
قلت: لم يكن قبلك إلا امرأة مُجلّلة
كانت لقلبي نجمه و جهاته والبوصلة
كالنور يسطع في الدجى (...)
إني إنسان عاشق
لكن رصيدي أفكار
أسجل معظم أحلامي
وأردد أحلى الأشعار
إني إنسان عاشق
لكن رصيدي أصفار
في زمن قيمة إنسانه
ينا أو مثله دولار
إني إنسان عاشق
لكني لا أملك دار
تنسيني حرارة صحرائي
وتقيني هطول الأمطار
فخيوط الليل تداهمني
وخيوطه فيها (...)
صالة كبيرة يلفّها هدوء كهدوء المقابر، وتغمرها البرودة،حتّى لا يكاد يُسمع فيها إلا صوت أزيز المكيّفات على ضعفه! وتنتشر فيها كراسي انتظار المرضى بجانب العيادات، الصّمت سيّد المكان، من المراجعين من ذهب في إغفاءة قصيرة، ومنهم من سمّر عينيه في جدران (...)