أنهت "الكبسولة" ساعات وأيام الانتظار والبحث التي عاشت فصولها أسرة "فتاة أم الدوم" على مدى ( 10 أيام و 16 ساعة و 40 دقيقة ) بانتظار خبر عن ابنتهم التي سقطت - مساء الأحد قبل الماضي الموافق للثاني من كانون الثاني (يناير) 2011م - في بئر ارتوازي عمقها أكثر من 50 متراً، وقطرها 40 سم بمنطقة أم الدوم ( 250 كيلو متراً شمال الطائف ). ونقلا عن صحيفة " الاقتصادية السعودية " فإن الثلاثينية "أم كادي" – خريجة المعهد - التي كانت تنتظر تعيينها في التعليم العام انتشلت جثتها يوم أمس وقد اختلطت بالوحل، وغطى الطين كامل أعضائها، وذلك وفقاً لما أكده المقدم خالد القحطاني الناطق الإعلامي باسم إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف، حيث أشار إلى أن اجتماعاً جرى مع المختصين في 5 شركات باشرت الحفر حول العمليات التي من الممكن أن يتم من خلالها العثور على الجثة وانتشالها، ووقع الخيار على عملية الحفر – التي استغرقت أكثر من 10 أيام - وهي تعد خياراً استراتيجياً للدفاع المدني، انتهى بالعثور على الفتاة وقد فارقت الحياة، حيث نقلت بواسطة الإسعاف إلى المستشفى وعرضها على الطبيب الشرعي للكشف عليها . وأوضح المقدم القحطاني بأنه عند الساعة 11.40 دقيقة من ظهر أمس الخميس صعد فريق الحفر من داخل البئر عبر ( كبسولة "مصعد" شبيهة بتلك التي أنقذت عمال منجم تشيلي ) مجهزة بأنابيب الأكسجين ومعدات الحفر وكشافات الإضاءة، وذلك بعد انتهاء مهمتهم وعثورهم على جثة الفتاة، وتزامن ذلك مع نزول فريق الانتشال إلى داخل البئر لمباشرة مهامهم في انتشال الفتاة - الذي استغرق 3 ساعات وخمسون دقيقة -، لافتاً إلى وجود غازات سامة داخل البئر الأمر الذي استدعى وجود أنابيب أكسجين بحوزة كل أعضاء الفريق، مبيناً بأنه تم حفر بئراً ثانية بجوار البئر الارتوازي، ثم بئراً ثالثة لتسريب المياه إليها، ثم حفر خندق ( عبارة ) بين البئرين الأول والثاني، وتم توسعته عندما عثر عليها لانتشالها، واعتبر المقدم القحطاني أن عملية الحفر والإنقاذ كانت ناجحة قياساً بصعوبة الحادث ومعطياته . وكانت فرق الدفاع المدني في محافظة الطائف قد استعانت الأربعاء قبل الماضي بمتخصصين جيولوجيين، إضافة إلى فرقتين من الكلاب البوليسية التي أدت مدلولات البحث بوساطتها إلى احتمال وجود آثار بشرية داخل بئر ارتوازية، عقب سقوط مواطنة ثلاثينية فيها مساء الأحد قبل الماضي وفقاً لشهادة قريباتها اللاتي كن معها وقت الحادثة ، حيث تواصلت عمليات البحث عن المفقودة بأجهزة رصد الأجسام البشرية والكاميرات الحرارية الحساسة، كما تم حفر بئر أخرى بجوار البئر الارتوازية من أجل الوصول إلى عمقها البعيد والضيق، ليتم البحث في محيط أرحب، كما تم التعاقد مع خمس شركات (العالمية التركية وبن لادن وأرامكو ومعادن المناجم وشركة أهلية متخصصة في الحفر) قامت بمهامها من أجل البحث عن المفقودة، واستخراجها من البئر، إضافة إلى قيامها بمهمة حفر بئر أخرى بمحاذاة البئر الارتوازية، حيث باشرت الشركة الأخيرة صباح أمس الأول بحفر خندق ( قناة ) عرضية بين البئرين (الارتوازية والحديثة) للوصول إلى الجثة .