قال الأمين العام للهيئة الوطنية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود آل سعود، إن المعلومات الصحافية المتواترة حول طير اصطيد من مواطن في منطقة حائل أخيراً، وأنه مدجج بأجهزة تجسس من إسرائيل ربطت حول قدميه غير صحيحة مضيفاً أن الدراسات أثبتت أنه من نوع النسر الأصلع، وأن الجهاز الموضوع على قدميه يستخدم للتتبع عبر الأقمار الاصطناعية، «من أجل معرفة هجرة الطيور، وطريقة تغذيتها، إضافة إلى عمل بحوث علمية عليها». وأكد الأمير بندر بن سعود أن الجهاز يوضع للطيور وكذا للحيوانات البرية والمائية، وأن غالبية دول العالم تستخدمه «ونحن في المملكة نستخدم مثل هذه الأجهزة»، موضحاً أن دراسات أجريت عليه «وبتحليله اتضح أنه من نوع النسر الأصلع... ويأكل الجيف... كما يتواجد بكثرة في المملكة». وأشار إلى أن النسر الذي تسلمته الهيئة من الأشخاص الذين امسكوه في منطقة حائل سيطلق من جديد، بعد أن تم التأكد من الأجهزة وهويتها، «ولا ضرورة للإبقاء على النسر». وكشف عن أن الهيئة ستعمل على وضع خطة تعاون مع دول الأردن وفلسطين وسورية ولبنان وتركيا التي تشملها هجرة الطيور، «وسيعلن عن صيغة تلك التعاون في حينها». وطالب وسائل الإعلام بتحري الدقة في نقل الأخبار، «للأسف البعض من الصحافيين يتعجل في نقل الخبر ويفكر في السبق الصحافي، من دون أن يتأكد من المعلومة»، مضيفاً: «أنا لا ألتمس العذر لإسرائيل... ولكن نريد توضيح الحقائق، وكان من المفترض سؤال الجهات المختصة قبل نشر الخبر». وكان المواطن الذي اصطاد نسراً «مدججاً» بأجهزة إسرائيلية في منطقة حائل منذ أسابيع (بحسب وصفه)، أكد أنه لا يشبه النسور التي تشتهر بها شبه الجزيرة العربية، كما أنه يصدر أصواتاً غريبة، لافتاً إلى أن أربعة طيور أخرى لا تزال طليقة. وأضاف المواطن الذي يدعى صياد الخياري ل «الحياة»، أنه لمح طائراً كبيراً يقترب من مجلس كان يتواجد فيه مع أصدقائه في قرية الضحايا (300 كيلومتر جنوب غربي مدينة حائل) في 9 -12 -1431ه، وعندها استخدم منظاراً، فلاحظ وجود شيء غريب على ظهره، واستطاع اصطياده، فيما هربت أربعة طيور مشابهة له من المكان، ليتضح أن على ظهره جهازاً مزوداً بلاقط قصير (ايريل)، وعلى ساقيه قطع من النحاس، فبادر فوراً بإبلاغ الجهات الأمنية وتسليمها الطير. ولفت إلى أنه استغرب شكل الطير الذي لا يشبه النسور في شبه الجزيرة العربية، فسأل عدداً من كبار السن في المنطقة، الذين أبلغوه بأنهم لم يروا مثل هذا النسر في حياتهم. في المقابل، أكد مصدر أمني ل»الحياة» أن الطائر سلّم إلى جهات الاختصاص، وتبيّن وجود جهاز على ظهره، وجهاز آخر مزروع داخل جسمه متصل بالجهاز الخارجي، وبطاقة إستكر) على أحد جناحيه تحمل الرمز x63، وسوار معدني حول إحدى ساقيه تحمل الرمز H1 - Ho5، وسوار نحاسي على الساق الأخرى كتبت عليها كلمة إسرائيل بالإنكليزية، تتبعها حروف ترمز لجامعة تل أبيب. من جهته، اكتفى الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة حائل المقدم عبدالعزيز الزنيدي بالقول إن الموضوع عند جهات الاختصاص. فهد الزميلي أحد المتخصصين في صيد الطيور رجّح أن يكون هذا الطائر نسراً، لأنه يمكنه الطيران لمسافات طويلة، ويتميز بأجنحته الطويلة التي تحركها عضلات قوية، ويتمتع بمنقار معقوف وحاد. وأضاف أن الطائر يتغذّى على جِيَف الحيوانات فقط، ويمكنه مشاهدة جيفة على بُعد كيلومترات عدة، لافتاً إلى أن فئات كثيرة من النسور التي كانت تشاهد في جبال حائل والجزيرة العربية انقرضت، لأن المواد التي تستعمل لإبادة الآفات الزراعية في المزارع سمّمتها.