أثار منشور طلابي تم توزيعه في جامعة الكويت جملة من التساؤلات، وذلك على خلفية احتوائه على هجوم لطلاب إسلاميين على زميلاتهم الطالبات من غير المحجبات، ووصفهن بأنهن "المتبرجات بالنار". في المقابل لم يخلُ المنشور من الدعوة إلى العودة للحجاب من خلال طرح مسابقة دينية، بحسب ما أورده موقع (العربية.نت). ومن بين الأسئلة التي أثارها توزيع المنشور في هذه الفترة التي تعيش فيها الكويت حالة من الاحتقان السياسي: "لماذا هذا التوقيت؟". وعانت جامعة الكويت الحكومية الوحيدة في البلاد الفترة الماضية من هجمة لمجموعة من المنشورات التي حملت تارة نفساً طائفياً وتارة أخرى بعداً سياسياً موجهاً لطلبتها ومن الجنسين. وخرجت الإدارة الجامعية اليوم عن صمتها إزاء ذلك في بيان حصلت "العربية.نت" على نسخة منه، قالت فيه إنها رصدت في الفترة الأخيرة انتشاراً لظاهرة المنشورات والمطبوعات التي يقوم بتوزيعها الطلبة داخل أسوار الحرم الجامعي من دون أن يحصلوا على إذن مسبق من قبل الجهة المختصة. وأوضح البيان أن من بين تلك المنشورات ما يتبنى قضايا طائفية وأخرى سياسية، معربة عن استيائها من بعض التصرفات والممارسات اللامسؤولة من قبل بعض أصحاب الفكر في المجتمع، والذي تجسد بتوزيع بعض المنشورات والمطبوعات التي تغللت أفكارها داخل أسوار الحرم الجامعي، دون أخذ الترخيص بالموافقة من أصحاب الشأن. وأكد الناطق الرسمي باسم جامعة الكويت فيصل مقصيد أن آلية توزيع المطبوعات والمنشورات بين أوساط المجتمع الطلابي تحكمها مجموعة من الضوابط المنصوص عليها من قبل عمادة شؤون الطلبة بالجامعة، وأن ما جرى أخيراً من ممارسات عشوائية وتصرفات قد تجاوزت حدود الحريات بشكل لا مسؤول. وأردف: إن ذلك ينقل صورة سلبية إلى المجتمع المدني بدأت تتداولها وسائل الإعلام وتتعاطاها الصحف المحلية، مبيناً أن عمادة شؤون الطلبة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للوقوف على حقيقة الواقعة وتطبيق أحكام اللائحة في هذا الشأن بصفتها الجهة المختصة قانوناً بإعطاء الترخيص اللازم لتوزيع المنشورات والمطبوعات داخل أسوار الحرم الجامعي. وشدد على أهمية الالتزام باللوائح واحترام القوانين التي تحكم عملية ممارسة الحريات داخل الجامعة، وعدم الالتفات على القانون والتحايل على النظم المعمول بها، مشيراً إلى أن الجامعة ليست مرتعاً للتصرفات والممارسات التي قد تحدث خللاً في أوساط المجتمع الطلابي، موضحاً في الوقت ذاته أن الجامعة تؤمن بوجود نقابات وجهات شرعية من شأنها أن تسعى لخلق جسور التواصل مع الإدارات المعنية بالجامعة. وكشف مقصيد عن عزم إدارة الجامعة محاسبة المخالفين للقوانين واللوائح التي تحكم العملية التعليمية داخل الحرم الجامعي، داعياً أصحاب الفكر والجموع الطلابية إلى السير على النهج القانوني والنظم المعمول بها. مؤكداً أن جامعة الكويت كانت ومازالت وستظل تلك المنارة العلمية والصرح الأكاديمي الشامخ الذي يؤمن بالمبادئ الديمقراطية والحريات التي كفلها الدستور الكويتي، ضمن الأطر المنهجية الواضحة، ولن تسمح بمخالفة تلك القوانين والخروج عنها، بل ستحاسب المسؤول ولن تتهاون في ذلك. وكانت عملية توزيع المنشورات بدأت في كلية البنات الجامعية، عندما قامت طالبة بتوزيع منشور يقدم مسابقة دينية تحث على ارتداء الطالبات للحجاب، إلا أن إدارة الكلية منعتها من ذلك، ما اضطرها إلى توزيع المنشور أمام أبواب الكلية وفي مواقف السيارات. وحمل المنشور شعار الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والذي يتزعمه طلاب يحملون توجهاً قريباً من الإخوان المسلمين "الحركة الدستورية"، كما يطلق عليها في الكويت. وطرح المنشور مسابقة للترويج لارتداء الحجاب، حملت عنوان: "عائدة بقلبي.. حياء من ربي". توعّدت فيها الطالبات غير المتحجبات "المتبرجات" بالنار. واحتوى على عدة عبارات منها أن "المتبرجات يبعدن عن رحمة الله"، وكذلك "إن من اتخذت قراراً بالتنازل عن الحجاب والتلذذ بسماع التعليقات عن جمالها يجب أن ترضى بالتنازل عن شيء غالٍ في المقابل". يُذكر أن جامعة الكويت كانت قد أصدرت في شهر يونيو/حزيران الماضي قراراً يقضي بتطبيق "زي أو لباس محتشم" لطلبتها، ينص على عدم جواز لبس الطالب أو الطالبة لملابس مثل الشورت والتنورة القصيرة أو وضع سلاسل سواء في اليد أو الرجل أو الرقبة داخل الحرم الجامعي، إلى جانب منع ارتداء أي لباس يحمل كلمات مسيئة أو خادشة للحياء.