شن فاروق حسني، وزير الثقافة، الهجوم مجددًا على الدعوة السلفية، داعيًا إلى إطلاق خطة قومية لمواجهة انتشار الكتب السلفية التى اتهمها بأنها تروج ل "الجهل والخزعبلات"، فيما يعيد الجدل حول الوزير الذي دأب على توجيه الانتقادات التي تسخر من الهوية الإسلامية وعلى رأسها عدائه الشديد للحجاب. وقال حسني "طالبت منذ فترة بإنشاء لجنة للثقافة الدينية، تكون مهمتها وضع خطة للرد على التطرف فى الجانبين الإسلامى والمسيحى، لكننى فوجئت بانتقادات كثيرة واتهمنى البعض بالتراجع أمام ضغوط جماعة الإخوان المسلمين"، فى إشارة إلى اللجنة التى دعا إلى تشكيلها عقب أزمة الحجاب عام 2007. وأضاف ردًا على أسئلة خلال افتتاح مؤتمر أدباء مصر الثلاثاء: "الكتب السلفية للأسف ليست منتشرة فى المدارس فقط، وإنما تنتشر فى البيوت والشوارع، وكل مكان"، مشيرًا إلى أن "مواجهتها لن تتم إلا من خلال وضع خطة قومية متكاملة"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "المصري اليوم" الأربعاء. ويعرف عن حسني وهو أقدم الوزراء في مصر آراءه المثيرة للجدل التي تصطدم بالدين، وأبرزها تصريحاته التي انتقد فيها الحجاب، ووصفه بأنه مظهر من مظاهر التخلف والعودة إلى الوراء، ما أدى إلى اندلاع موجة هجوم شعبي وأثار انتقادات لاذعة ضده داخل البرلمان وسط مطالب بإقالته. وأعاد الكرّة مجددًا حين شن هجومًا مماثلاً على انتشار النقاب بين السيدات في مصر، واعتبر النقاب "خطرًا على المجتمع"، وحمّل التيارات السلفية "المسئولية عن حالة التردي والتخلف التي وصل إليها الشعب المصري، حيث تلعب هذه التيارات بالمشاعر الدينية لدى الناس"، على حد تعبيره. وكانت وزارة الثقافة فرضت اشتراطات وقيود على الاشتراك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته العام المقبل، يرى منتقدون أنها تستهدف خصوصًا وقف انتشار الكتاب الإسلامي في مصر. إذ يُشترط أن تكون نسبة الكتب الصادرة لدور النشر المشاركة في الدورة الثالثة والأربعين من الإصدارات الجديدة، بنسبة 50 بالمائة على الأقل، وهو ما يعني أنه لن يسمح بالمشاركة لأي دور نشر تقل عدد عناوينها الصادرة في 2009 و2010 عن نصف معروضاتها من الكتب في معرض الكتاب. يشار إلى أن الكتب الإسلامية هي الأكبر مبيعًا، وتعد الأكثر اجتذابًا للشريحة العظمى من رواد المعرض، وعلى وجه الخصوص كتب "ابن تيمية" و"ابن القيم" و"أبو الفرج الجوزي" و"السيوطي" و"ابن كثير" و"النووي"، وغيرهم، إلى جانب الكتب والتسجيلات الخاصة بالدعاة الجدد.