قال ضابط إسرائيلى كبير فى قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلى، إنه فى حالة نشوب حرب فى الجبهة اللبنانية، فإن المواجهة لن تكون شبيهة بما جرى فى صيف 2006، وستكون الحرب اللبنانية الأولى فى نظر "حزب الله" بمثابة نزهة قياسا بالحرب الجديدة. وحذر الضابط الكبير فى حديث مقتضب مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية صباح اليوم، الثلاثاء، من أنه فى حال أقدم حزب الله على قصف العمق الإسرائيلى بصواريخ، فإن إسرائيل سترد بقوة أكبر ب 10 أضعاف، حتى لا يجرؤ حزب الله على دراسة هذا الخيار بعد ذلك مرة أخرى. ونقلا عن موقع اليوم السابع: أضاف الضابط الإسرائيلى أنه لا يجوز تهويل الأمر للإسرائيليين وتخويفهم من أن حربا ستشمل تعرّض تل أبيب لصواريخ ستكون بمثابة نهاية العالم، على حد قوله. وأكد الضابط الكبير أنه من الخطأ الجسيم الاعتقاد بأن إسرائيل لن تردّ بسبب تقرير "جولدستون"، مضيفا بأن العبر من هذا التقرير بالنسبة لعملية "الرصاص المصبوب" فى قطاع غزة لن تؤثر على النشاط الهجومى الذى سيقوم به الجيش الإسرائيلى فى الجولة الحربية المقبلة، موضحا أن ما سيقوم به الجيش على الجبهة اللبنانية لن يكون شبيها بما جرى فى قطاع غزة. وزعم المسئول العسكرى أن حزب الله قام بتطوير قدرة صاروخية متقدمة داخل القرى اللبنانية المدنية بهدف قتل مدنيين فى إسرائيل، مضيفا أن تل أبيب ستقوم بتحذير سكان تلك القرى مسبقا لإخلائها ثم تقوم بمهاجمة تلك الأهداف لإصابة أفراد حزب الله المختبئين داخل هذه القرى. وقال الضابط الإسرائيلى، الذى لم تكشف الصحيفة عن اسمه، بأنه يحتمل أن يسقط 800 صاروخ على إسرائيل خلال اليوم الأول من الحرب المقبلة، مضيفا " لكنه فى اليوم الثانى سينخفض عدد الصواريخ إلى 400 وفى اليوم الثالث إلى 200، حيث يجب الأخذ بالحسبان أن الحديث يدور هنا عن قذائف صاروخية غير دقيقة التصويب، فالجيش الإسرائيلى بدوره سيعرف كيفية إصابة آلاف الأهداف بواسطة السلاح دقيق التوجيه والتصويب". وأكد الضابط الكبير فى قيادة المنطقة الشمالية، إن حزب الله حقق تعاظما عسكريا، غير أن إسرائيل قد رفعت مستوى قدراتها العسكرية فى الجبهة اللبنانية ، بالإضافة إلى تدريب القوات البرية وشراء معدات حربية ووسائل قتالية للوحدات النظامية والاحتياطية، مضيفا أنه فى المقابل قام الجيش الإسرائيلى أيضا بتعزيز قبضته الاستخبارية فى لبنان، وزاد بنسبة عدة آلاف بالمئة عدد أهداف حزب الله قياسا بما كان عليه فى الحرب اللبنانية الثانية، لافتا إلى أن معنى ذلك أنه فى حال اندلاع مواجهة جديدة فستكون للطيران الحربى الإسرائيلى – بخلاف الجولة السابقة – أهداف قوية لقصفها ولن تلقى القنابل على مبان خالية. وأوضح الضابط الكبير أن حزب الله ترك معظم "المحميات الطبيعية" فى الجنوب اللبنانى، أى شبكة مخابئ حزب الله السرية تحت الأرض، وذلك لصالح قرى شيعية يبنى فيها قدراته ويركز فيها مراكز الثقل، حيث أصبحت هذه القرى أهدافا أكثر سهولة للهجوم وعاملا كابحا للجماح بشكل ملموس بالنسبة لحزب الله الذى يدرك أن العديد من المدنيين اللبنانيين قد يدفعون الثمن فى الحرب المقبلة، على حد قوله. ومن جهة أخرى، رأى المصدر العسكرى الإسرائيلى، أنه رغم تعاظم قوة حزب الله إلا أنه وزعيمه حسن نصر الله يواجه أخطر أزمة منذ تأسيسه، تتمثل فى مشاكل قيادية واقتصادية وأزمة داخلية والنقص فى التدريبات، وأن الوضع فى الحزب إشكالى من عدة نواح، حيث تركت العقوبات الدولية المفروضة على إيران بصماتها وتم تقليص الدعم المالى الإيرانى لحزب الله بحوالى النصف، ولا يجرى تدريب قوات الحزب بالقدر المرغوب فيه، ومقاتلو الحزب يشتكون من انشغالهم فى مهام حراسة أكثر من اللازم وفى تدريبات تكتيكية أقل من اللازم. وأوضح أنه منذ اغتيال عماد مغنية، لم يتم العثور على خلف له فى نفس المستوى التيكتيكى، كما أن "حسن مهدوى" قائد قوة لبنان فى "فيلق القدس" التابع للحرس الثورى الإيرانى، لم يحل محل مغنية من حيث مستواه العسكرى.