كشفت تقارير صهيونية أنَّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية أعلنت موافقتها من حيث المبدأ، على الاعتذار لتركيا وتعويض عائلات شهداء أسطول الحرية، لكن لا تزال هناك مفاوضات بين الجانبين حول مضمون الاعتذار وشكل التعويض. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء، أنَّ الكيان الإسرائيلي وافق بشكل مبدئيٍّ على الاعتذار والتعويض وأنّ تركيا وافقت على أنه في حال تطبيق هذين الشرطين فإنَّهم سيعيدون تطبيع العلاقات وإعادة السفير التركي إلى الأراضي المحتلة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي مطلع على تفاصيل الاتصالات التي جرت في جنيف بين مندوبي إسرائيل وتركيا قوله: إنَّ مسألتي الاعتذار والتعويض تنطويان على إشكالية. وأوضح الدبلوماسي الأوروبي أنَّ الجانبين يحاولان الاتفاق على صيغة تُمَكّن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الادعاء أن إسرائيل اعتذرت على الأحداث التي رافقت اعتراض قواتها البحرية لسفن أسطول الحرية وفي المقابل تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الادعاء بأنَّ الحديث لا يدور عن اعتذار وإنما هذا تعبير عن تقدير إسرائيل للمساعدات التي قدمتها تركيا في إخماد حريق جبل الكرمل. إضافة إلى ذلك، فإنَّ الكيان الإسرائيلي يريد التوصل إلى صيغة مفادها أنَّه حتى لو اعتذرت إسرائيل فإنها لا تتحمل وحدها مسؤولية أحداث أسطول الحرية. وقالت هآرتس: إنَّ مسألة التعويض تنطوي على إشكالية هي الأخرى من الناحية القانونية؛ لأن إسرائيل تريد تقديم التعويض كمنحة إنسانية وبحيث لا يظهر أنه تعويض بصورة قانونية. وذكرت الصحيفة أنَّ نتنياهو رفض التعقيب على الموضوع خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين حول موضوع حريق الكرمل. لكن نتنياهو قال: إنَّ لدينا تقديرًا كبيرًا لحقيقة أن حكومة تركيا ساعدت في إخماد الحريق، وقد عبرت عن تقديري وأملي بأن يساعد هذا في ترميم العلاقات، وليس لدي ما أضيفه باستثناء ذلك. وأجرى مساعد وزير الخارجية التركي فريدن سينيرليوجلو ومندوب إسرائيل في لجنة التحقيق في أحداث الأسطول التابعة للأمم المتحدة يوسف تشيخانوفير جلستي محادثات في جنيف خلال اليومين الماضيين. وقالت هآرتس: إنَّها حصلت على معلومات تُفِيد بأن الجانبين اتفقَا في ختام اللقائين على استعراض التفاهمات التي توصل إليها مندوبَا الدولتين أمام نتنياهو وأردوغان من أجل الحصول على تعليمات أخرى متعلقة بمواصلة الاتصالات. ويتوقّع أن يلتقي خبراء قانونيون من الجانبين في الأيام القريبة المقبلة بهدف صياغة التفاهمات التي ستأخذ بعين الاعتبار تحفظات الجانبين. وكانت العلاقات بين تركيا والكيان الإسرائيلي قد توترت في أعقاب الهجوم الإجرامي الصهيوني على غزة مطلع العام الماضي وتدهورت بشكل كبير على إثر أحداث أسطول الحرية في 31 مايو الماضي واستشهاد 9 نشطاء أتراك كانوا على متن السفينة (مرمرة) بنيران قوات الكوماندوز البحري الإسرائيلي الذي هاجم سفن الأسطول.