وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى أنقرة امس في زيارة ثالثة له لتركيا هذا العام، وسيلتقي الرئيس عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، للبحث في تعثر مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي، خصوصاً بسبب الاستيطان. وتزامنت زيارة عباس مع استبعاد اردوغان امكان تحسن علاقات تركيا مع اسرائيل قبل ان تقوم الاخيرة ب «تنظيف» البحر المتوسط من دماء الضحايا الاتراك التسعة الذين قضوا في الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية» الذي كان يزمع فك الحصار عن قطاع غزة. ونقلت «وكالة انباء الاناضول» (ا ف ب) عن اردوغان تكراره القول ان تركيا تريد من اسرائيل اعتذارات وتعويضات بعد الهجوم الذي حصل في 31 ايار (مايو) الماضي. وخففت هذه التصريحات من الآمال التي عقدت خلال اليومين الأخيرين عن امكان تحسن العلاقات بين البلدين بعدما ارسلت تركيا مروحيتين الى اسرائيل للمشاركة في اطفاء الحرائق المندلعة في جبل الكرمل، والتي اخمدت بالكامل أمس. واضاف اردوغان في خطاب القاه في سيواس بوسط البلاد «لا بد ان نطوي الصفحة يوما ما... الا اننا قبل ذلك نطالب باعتذارات ودفع تعويضات». وتابع «لن نتجاهل اليد الممدودة الينا ... الا ان علينا التحقق مما اذا كانت هذه اليد صادقة فعلا». وزاد «لا يمكن لأي كان ان يتوقع ان نبقى صامتين وان نتجاهل القوانين ما دامت الدماء التي سالت في المتوسط لم تنظف». وشدد على ان ارسال المروحيتين الى اسرائيل للمشاركة في اطفاء الحرائق ينطلق من «الواجب الانساني والاسلامي». وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ذكرت أن نتانياهو أوفد سفيره في الاممالمتحدة يوسف تشحنوفير الى جنيف لمقابلة وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو للبحث في امكان عقد مصالحة وشروط ذلك، بعد الاتصال الهاتفي الذي اجراه نتانياهو مع اردوغان قبل يومين لشكره على مشاركة تركيا في إخماد حرائق جبل الكرمل قرب حيفا. لكن على رغم استمرار الخلاف، الا ان الهوة بين الجانبين ضاقت عما كانت عليه قبل ستة أشهر، خصوصاً أن مشاركة تركيا في مشروع الدرع الصاروخية اشاعت جواً من الرضا في اسرائيل، على رغم انتقاد اوساطها السياسية عدم ذكر ايران كمصدر تهديد في اتفاق الدرع الصاروخية نزولاً عند طلب تركيا. وكان نتانياهو استثنى اردوغان خلال اتصالاته بعدد من قادة الدول الخميس الماضي طالباً منهم إرسال طائرات إخماد حرائق لإسرائيل، لكن مستشاره لشؤون الأمن القومي عوزي آراد توجَهَ الى نظيره الألماني بأن يطلب من الحكومة التركية تقديم المساعدة لإسرائيل. وأضافت «هآرتس» أن خلال وقت قصير أجرى وكيل وزارة الخارجية التركي الذي شغل في السابق منصب سفير تركيا في إسرائيل، اتصالاً مع آراد ليبلغه استعداد تركيا لتقديم الدعم الفوري، وأن أردوغان أعطى موافقته بلا تردد على اقتراح وكيل وزارة الخارجية. وزادت أن الوزارات التركية المختلفة أجرت اتصالات مع السفارة الإسرائيلية في أنقرة وعرضت عليها مساعدات مختلفة.