تزايد في الآونة الأخيرة الظهور الإعلامي لقادة حركة "إمارة القوقاز الإسلامية" لإعطاء تفسيرات وتبريرات لموقفها من المجاهدين الذين خرجوا عليها بعد اتهام الحركة بالتكفير وقتل الأبرياء خلال معركتها من أجل تحرير القوقاز من الاحتلال الروسي وإقامة حكم إسلامي فيه. فبعد الشريط المسجل الذي بثته مواقع المجاهدين في القوقاز والذي تحدث فيه أمير إمارة القوقاز دوكو أبو عثمان عن أسباب الشقاق داخل صفوف المجاهدين -ودافع عن موقفه معتبرا أن الأخطاء التي حدثت ليست مبررا للخروج على الأمير- ظهر أبو عثمان مجددا في تسجيل مرئي تناول فيه انعقاد المؤتمر الدولي حول الشيشان في بولندا بحضور عدد من المجاهدين الشيشانيين السابقين. وقال أبو عثمان في هذا التسجيل، الذي تحدث فيه باللغة الشيشانية ونشر موقع "قوقاز سنتر" ترجمة عربية له، إنه لم يرغب "في الحديث حول الأحداث التي تجري، ولكن اليوم يجب أن نقوم بذلك، ونحن يجب أن نظهر كثيرا أمام الكاميرا من أجل إعطاء التفسيرات الضرورية من أجل إيقاظ بعض الأشخاص من غفوتهم"، وفقا لما نقله عنه موقع "قوقاز سنتر". ووصف أبو عثمان المشاركين في المؤتمر الدولي حول الشيشان بأنهم "مرتدون" نظموا هذا المؤتمر "لخداع المسلمين في بولندا وهنا في نخشيشو (الشيشان)". واعتبر أن الحفل في بولندا كان من إخراج أحمد زكاييف، الذي سبق أن أحل القائد الشيشاني السابق دوكو عمروف دمه واعتبره مرتدا، بسبب معارضته لبعض العمليات العسكرية التي تنفذها "إمارة القوقاز". وزكاييف كان متحدثا باسم الرئيس الشيشاني المجاهد أصلان مسخادوف الذي قتل على أيدي القوات الروسية عام 2005. وهو لاجئ سياسي في بريطانيا منذ عام 2003 ورفضت لندن تسليمه إلى موسكو التي تتهمه في قضايا اغتيالات مسؤولين روس. وقال أبو عثمان إن المؤتمر الذي عقد في مدينة بولتسوك البولندية قرب العاصمة وارسو، خصصت له مؤسسة سوروس –الملياردير اليهودي- 10 ملايين دولار، مشيرا إلى أن "زكاييف تلقى المال". وأشار إلى أن الدافع لتخصيص هذا المال، كما قيل عبر وسائل الإعلام هو "تحقيق السلام من خلال الوسائل السياسية"، معقبا: "بعبارة أخرى، لم ولن يستفيد الجهاد والمسلمين من هذه الملايين العشرة، ولن يكون هناك أي بركة من الله هناك". واعتبر أن "المسلمين لن يتمكنوا من إقامة كلمة الله على هذه الأرض بالوسائل السلمية. وهذا أثبته النبي صلى الله عليه وسلم، عندما إنتقل إلى المدينة وعندما قاتل المشركين (...) يثبت لنا أن الكفار لا يعترفون بأي شيء، أي وسائل سلمية، سوى القوة". واعتبر أن ما يقوم به القادة الشيشانيين الذين انشقوا عليه من بحث عن الوسائل السلمية لحل الأزمة، هو انخداع بإمكانية عقد محادثات سلام وخداع للمسلمين من خلال القادة المنشقين. وتناول أبو عثمان المؤتمر الذي عقد في مدينة جروزني لتناول الأوضاع في الشيشان وحضره عدد من الأئمة والشيوخ. وقال أبو عثمان إن المتحدثين في هذا المؤتمر قالوا إن الشعب الشيشاني "يحتاج لطلب العلم، وأننا نحتاج لجلب أهل العلم من أجل هذا، وقدم بإقتراحات أخرى لا تبدو أنها سيئة"، لكنه اعتبر أن هذه "الاقتراحات قدمت في وقت يباد ويذل فيه شعبنا، ويقتل رجالنا، وتخطف نساءنا". وتابع: "يمكن تشبيه هذا برجل يغرق، ونحن نقف على الشاطئ ونناقش ما هي أفضل طريقة لإنقاذه: ربما هذه الطريقة، وربما تلك الطريقة؟ ولكن ما هي الفائدة.. للرجل الذي يغرق، إذا غرق؟". واعتبر أبو عثمان أن المنشقين عليه "خرجوا فقط من أجل إضعافنا"، وقال مخاطبا المجاهدين: "أقسم بالله أن ذلك المؤتمر في بولندا، وإقتراحات الوسائل السلمية، إلخ.. ليست حقيقية يا إخوة، إن ذلك كذب". واعتبر أن القادة المنشقين في الخارج الذين كانوا في السابق أمراء (من أمثال زكاييف) دفعوا بالفتنة إلى المجاهدين في الداخل. مشددا على أن "هذه الفتنة لها صلة مباشرة بالفتنة الآتية من الخارج".