وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، صباح اليوم الأربعاء، إلى بيروت في زيارة رسمية ستتوج بجولة في الجنوب، سبقتها اعتراضات إسرائيلية وأمريكية وانتقادات من بعض القوى اللبنانية. وتستمر الزيارة يومين وتشمل توقيع اتفاقيات اقتصادية ومذكرات تفاهم في المجالات التجارية والصناعية والماء والكهرباء والبيئة والتعاون العلمي والتعليمي. واستبق نجاد وصوله إلى بيروت بالإشادة بدور لبنان المقاوم حيث أشار في تصريح نقله الموقع الرسمي للتلفزيون الإيراني إلى أن هذا البلد "يقف في قلب المقاومة وفي وجوه أولئك الذين يطالبونه بالتنازل". وأوضح أن هدف زيارته الرئيسي هو تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الصعد والتشاور مع المسئولين اللبنانيين بشأن قضايا إقليمية ودولية. وتعتبر زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان الأولى له منذ توليه الحكم عام 2005 والثانية لرئيس إيراني منذ عام 2003 بعد تلك التي قام بها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي. وحطت طائرة نجاد في مطار رفيق الحريري الدولي الساعة 8,30 صباحا وسط استقبال حافل توجه بعدها مباشرة مع وفد ضخم مرافق إلى القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت حيث سيجري محادثات رسمية مع نظيره اللبناني ميشال سليمان. كما سيلتقي أحمدي نجاد رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يشارك مساء الأربعاء في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية لبيروت من تنظيم حركة أمل وحزب الله ينتظر أن يطل خلاله أيضا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتشمل جولته الجنوبية الخميس محطة في بنت جبيل يلقي خلالها كلمة في ملعب المدينة الذي يتسع لآلاف الأشخاص، وأخرى في بلدة قانا التي تعرضت لقصف من قبل الاحتلال إسرائيلي تسبب بوقوع مجزرتين أحداها في 1996 والأخرى في 2006 معظم، القتلى فيهما من النساء والأطفال. وأثارت زيارة أحمدي نجاد انتقادات بين فريق قوى 14 آذار وتخوف سياسيون من أن يكون الهدف منها الإيحاء بتحول لبنان إلى "قاعدة إيرانية" على حدود إسرائيل. كما انتقدت كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل الزيارة، محذرتين من إمكان تأثيرها سلبا على الاستقرار الإقليمي.