طالب القاضي السعودي بمحكمة القطيف الشيخ مطرف البشر بسحب الجنسية السعودية من الكاتبة نادين البدير بحكم أنها محسوبة على المملكة. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" اللندنية، قال البشر، إن "مقالات هذه الكاتبة دعوة إلى الفجور والفسق، ويجب على الأقل أن تسحب الجنسية منها، لكي لا تحسب على هذه البلاد الطاهرة الشريفة"، حسبما ذكر موقع "سبق" الإخباري السعودي. وأضاف "البشر" قوله، إن "هذه مخالفة شرعية، وهي طعن في تعاليم الدين والأمور المستقرة عند المسلمين، ويجب على المسؤولين إيقاف مثل هذه التصرفات، لأن نادين البدير محسوبة على السعودية". من جانبه طالب عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يعقوب الباحسين وسائل الإعلام بمنع المقالات التي تثير البلبلة، وتطعن في بديهيات الشرع. وقال الشيخ الباحسين في تصريح تعليقاً على مقال "حياتي كعازبة" للكاتبة السعودية نادين البدير، نُشر بصحيفة "الراي" الكويتية، إنه لا بد أن يكون هناك رقيب شرعي في كل وسيلة إعلامية، وهذا هو مقترح هيئة كبار العلماء الذي سوف يتم تطبيقه مستقبلاً. وطالبت البدير في مقالها بالسماح بإقامة علاقات بين الرجل والمرأة قبل الزواج؛ معتبرة أن ذلك يوفر رابطاً روحياً أسمى من الزواج. وتقول البدير في مقالها "الجميع يتحدث عن حاجات الرجل، وعن كبت الشباب، ولا أحد يتحدث عن النساء كأن غرائزهن لم تُخلق في الأصل. إن لم تتمكن تلك الفتاة من الارتباط رسمياً، وإن لم تكن تهوى الانخراط بسلك الرهبنة، وإن كان لديها من الطاقة والعاطفة الشيء الكبير؛ فكيف ستعبر الأيام؟ بإمكان الرجل تغيير واقعه إنْ تحسنت أحواله المعيشية عبر التقدم للزواج أو مصادقة أي كانت، بإمكانه أن يحب فلا أحد سيلومه ولا شيء يعيبه، لكن هل يمكن للفتاة أن تحب دون خوف؟ هل يمكنها التقدم لخطبة أحدهم؟ هل نملك حرية الاختيار ونحن ما زلنا نُعرض بصوالين منازل عائلاتنا أمام الرجال كقطع التحف". وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها مقالات نادين العديد من ردود الفعل الغاضبة خاصة بين رجال الدين، فقد أثار مقالها "أنا وأزواجي الأربعة" الذي طالبت فيه بمساواة المرأة بالرجل بالزواج من أربعة، ردود فعل غاضبة سواء داخل السعودية أو خارجها. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي"، اعتبرت الكاتبة والإعلامية السعودية نادين البدير أن الجدل القائم بسبب مقال لها آنذاك انتصاراً نسائياً بعد سيل النكسات المتوالية، مؤكدة أنها "تنتشي كثيراً كلما قرأت عبارة من عبارات المتشددين الساخطة ضدها". وقالت البدير في تصريحات سابقة إنها "لا تعتبرها أزمة إنما انتصار لكل النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع، وانتصار لأعداد كثيرة من الرجال ترفض أن يلحق بها العار رغماً عنها"، مشيرة إلى أنه يكفي التراجع القائم منذ استلام الحركات الدينية لحياة النساء والوقوف بينها وبين الله، "لم يبق سوى أن يوزعوا صكوك غفران علينا كما في القرون الوسطى". وهاجمت الكاتبة من هاجموها وهددوها قائلة "هذه طريقة المتخلفين اليوم في التعبير عن النفس.. هؤلاء لا يملكون حجة مقنعة، فيلجآون للغة الصراخ والعويل والشتيمة دون حتى أن يعرفوا لماذا يصرخون؟".