صدر حديثاً للباحث الأمريكي والمحلل مختص في شئون العالم الإسلامي جراهام فولر كتاب "عالم بلا إسلام"، وذلك عن دار "ليتل براون"، وفيه يبرز المؤلف فكرة أن الصراع القائم بين الغرب والشرق ليس صراعاً دينياً، محاولاً تفسير العداء القائم بين العالم الإسلامي وأمريكا من منظور مختلف عما طرحه المفكر صموئيل هانتجتون في منتصف التسعينيات. وبحسب صحيفة "ألف ياء" يؤكد المؤلف من خلال طروحاته في الكتاب بأن كل من الإسلام والتعصب الديني لا يفسران بشكل ملائم الخصومة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن هذا العداء ربما سيكون قائما أيضاً حتى لو فرض أن الإسلام نفسه لم يكن موجودا، ويستعيد المؤلف عدد من الأحداث التي جرت في القرون الماضية من التاريخ ليؤكد على فكرته. ومن خلال الكتاب ينقض فولر الأساس الذي أعتمد عليه هانتجتون حول صراع الحضارات والتي أرجعها للأسس الدينية، ويحمل الباحث الولاياتالمتحدةالأمريكية مسئولية تغذيتها العداء مع العالم الإسلامي، ويرجع فولر الأزمة الحالية في العلاقات بين الشرق والغرب إلى الخلافات السياسية والثقافية، بينما هذا العداء له علاقة محدودة بالدين. ومن وجهة نظر فولر فأن الإرهاب الذي يستهدف الأمريكيين سيتلاشى عندما ينتهي التدخل العسكري والسياسي الغربي في العالم الإسلامي. يذكر غراهم فولر هو كاتب مستقل ومحلل مختص في شئون العالم الإسلامي، وأحد كبار المستشارين السياسيين في مؤسسة "راند" للدراسات بواشنطن، شغل منصب نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومي في وكالة المخابرات المركزية (CIA)، وعمل في السلك الدبلوماسي لأكثر من 20 عاماً في دول عديدة معظمها إسلامية.