كشفت دراسة ماجستير قام بها باحث سعودي في جامعة أم القرى، أن مراكز البحوث الغربية المهتمة بالعالم الإسلامي، وأبرزها مؤسسة "راند" ما هي إلا تطور فكري للاستشراق الغربي، وأظهرت الدراسة أن مؤسسة (راند) المثيرة للجدل من أكبر المراكز الأمريكية علاقة بالقرار السياسي الأمريكي، رغم رفعها شعار الاستقلال والموضوعية. وأوضحت الدراسة العلمية المقدمة لنيل شهادة الماجستير أن تلك المؤسسة أساءت للقرآن الكريم والسنة النبوية عمداً، كما أنها اعتمدت استراتيجية المجددين المزعومين، الذين يعول عليهم في مشروع تطويع الإسلام. وأوصت الدراسة التي قدمها الباحث صالح الغامدي، بالعناية بالدراسات الاستشراقية ودعمها والعناية بدراسة وتحليل البحوث الغربية ودفع التشويه المتعمد من الغرب للإسلام باستخدام اللغة الإنجليزية. وقسم الباحث دراسته إلى أربعة فصول، أتت كالتالي: الفصل الأول: مؤسسة "راند" للأبحاث والتنمية: تاريخها وأهميتها، يتضمن تعريفاً بموقعها الإلكتروني (إسلام حضاري وديمقراطي). الفصل الثاني: موقف مؤسسة (راند، إسلام حضاري وديمقراطي) من القرآن الكريم والسنة النبوية، ونقده. الفصل الثالث: موقف تقرير مؤسسة (راند) من المجتمع المسلم المعاصر، ونقده. الفصل الرابع: مقترحات تقرير مؤسسة (راند) وآثارها في واقع المسلمين. وأثارت تقارير مؤسسة "راند" الأمريكية جدلاً واسعاً في الساحة السعودية، خاصة بعد اتهامات لها بدفع الصحافة المحلية لإسقاط الرموز الإسلامية ونشر ما يسمى بالإسلام الحضاري الديمقراطي المعتدل، وأتت الاتهامات للصحافة المحلية بمسايرة توصيات مؤسسة "راند" وتطبيق توصياتها. وتفصل الدراسة قدرات مؤسسة "راند" المادية والفكرية، حيث تملك أكثر من 1000 موظف، وتزيد ميزانيتها عن 100 مليون دولار سنوياً، وأوضحت الدراسة أهمية المراكز الفكرية للإدارة الأمريكية وقراراتها في منطقة الشرق الأوسط. وتوصي الدراسة بإنشاء مراكز بحثية علمية مضادة لمواجهة المراكز البحثية الأمريكية المتخصصة، وتوعية عامة المسلمين بخطورة الحرب الفكرية التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الإسلام والمسلمين، وتكثيف المناشط الدعوية والتعليمية، والتنبه إلى عدم تسلل الغرب عن طريق الفقر والتعليم.