أشاد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة بموقف علماء السنة والشيعة الذين أدانوا الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، داعيًا إلى أن يكون هناك حديث واضح ومستفيض عن أم المؤمنين رضي الله عنها على كافة المستويات. ونقلا عن موقع " الاسلام اليوم " فقد قال فضيلته في برنامج الحياة كلمة الذي بدأ بثّ أولى حلقاته في عامه السادس على التوالي يوم الجمعة الماضي وكانت بعنوان "الهدوء": إنني أشيد بأن هناك من إخواننا الشيعة من تكلموا بكلام يحمد، وأدانوا مثل هذا العمل، وليس فقط من أجل الحفاظ على مقدسات السنة، وإنما من أجل أن عائشة الصديقة -رضي الله عنها- لها مقامها المقدس ومنزلتها الرفيعة والترضّي عنها -رضي الله عنها وأرضاها - وأنها أم المؤمنين وزوج خاتم الأنبياء والمرسلين. وأوضح فضيلته: "لقد قمنا بإدانة عن هذا الأمر مبكرًا، كما أنه من حق الناس أن يعبّروا عن شعور الحب كلما تعرض شخص يُعِزّونه ويُجِلّونه ويقدسونه لاعتداء أو لانتهاك، سواء كان هذا التعبير في صورة شعر أو نثر أو مقال، أو التعبير بالبحث والكلمة الهادئة، فهذه كلها من المعاني الجميلة. وتساءل الشيخ سلمان: ماذا لو تَمّ التعرض لشخص أو لزوجة شخص رمزي مقدس أو زوجة واحد من الرموز السياسية أو الرموز الطائفية وكان هناك نوع من الادعاءات الفضائحية المفتراة، مشيرًا إلى أنّ هذا سيكون استهدافًا للشخص والمذهب، بل واستهدافًا للمجتمع ذاته وسكينته، فكيف بأم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها ؟! وأضاف الشيخ سلمان "يكفي شهادة الله- سبحانه وتعالى- للسيدة عائشة والثناء عليها في القرآن الكريم في آيات تتلى إلى يوم القيامة، كما يكفي اختيار الله تعالى لها أن تكون شريكة الحياة للنبي- صلى الله عليه وسلم- حتى يموت الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حجرها. وأكد الشيخ سلمان"أننا حينما نتحدث عن عائشة الصديقة-رضي الله عنها-، فإننا لا يجب أن نتكلم عنها فقط باعتبارها زوجة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكأن الأمر الذي يحمي من النيل منها هو كونها زوجة للرسول- عليه الصلاة والسلام- وإن كان هذا معنى صحيحًا واختيارًا إلهيًا، ولكن هي أيضًا في شخصها وأدبها ونسبها وعلمها وتقواها وإيمانها وشخصيتها وذكائها وتأثيرها الضخم في الحياة الإسلامية هي رقم غير عادي. وبين الدكتور سلمان في رد على سؤال إلى متى نظل هادئين أمام الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين- "أن الغيرة لا تناقض الهدوء، ولكنها لا يجب أن تتحول إلى انفعال غير مدروس، مشيرًا إلى أنه حتى فيما يتعلق بالغيرة الشخصية أو غيرة الحب أو الشعور بامتلاك شخص معين لا يجب أن تتحول إلى أمر مناقض للهدوء، بحيث تعصف بسكينة الإنسان وبحياته". يذكر أن الشيخ سلمان العودة كان من أول من استنكر الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في برنامج حجر الزاوية في شهر رمضان، ودان صمت علماء الشيعة عن هذه الإساءات، ثم تناقلت مواقع إلكترونية وصحف سعودية بيانات إدانة واستنكار ورفض هذه السلوكيات المريضة. كان أولها ما كتبه الشيخ محمد عطية في موقع شبكة راصد الشيعية وتناقلته عدة مواقع ومنتديات بعنوان (يا فضيلة الشيخ سلمان.. كلنا نستنكر!!؟؟) وقد نشر موقع الإسلام اليوم المقال في نافذة متابعات إعلامية. كما نشر موقع راصد خبرًا عنوانه: المرجع الشيرازي: ياسر الحبيب عميل أو سفيه ومجنون وجاء في صدر الخبر: هاجم المرجع الديني آية الله الشيخ مكارم الشيرازي رجل الدين المقيم في لندن ياسر الحبيب ووصفه بالجاهل والأحمق والعميل والسفيه والمجنون إثر إساءة الأخير لزوج النبي الأكرم أم المؤمنين السيدة عائشة. كذلك أصدر السيد علي الخامنئي المرشد الروحي لإيران فتوى حرّم بموجبها الإساءة لزوج النبي الأكرم أم المؤمنين السيدة عائشة أو النيل من الرموز الاسلامية لأهل السنة والجماعة. وتعد فتوى الخامنئي هذه الأحدث والأرفع مستوى ضمن ردود الفعل الشيعية استنكارًا للإساءة التي وجهها السفيه الحبيب للسيدة عائشة. وقالت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية الخميس: إنّ الفتوى جاءت ردًا على استفتاء وجهه جمع من العلماء والمثقفين في منطقة الخليج العربي، في أعقاب الإساءات الأخيرة التي وجهها المدعو ياسر الحبيب إلى إحدى زوجات الرسول الكريم. وقال خامنئي في فتواه: "يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصًا سيدهم الرسول الأعظم". وكان الأزهر الشريف أصدر بيانًا أيضًا يرحّب فيه بفتوى الإمام علي الخامئني مرشد الجمهورية الإيرانية بتحريم الإساءة إلى صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم أو المساس بأمهات المؤمنين. وأكّد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تلقيه الفتوى بالتقدير والترحيب واصفًا إياها بأنها تصدر عن علم صحيح وعن إدراك عميق لخطورة ما يقوم به أهل الفتنة وتعبر عن حرص علي وحدة المسلمين ومما يزيد من أهمية هذه الفتوى أنها صادرة ومما يزيد من أهمية هذه الفتوى أنّها صادرة عن عالم من كبار علماء المسلمين ومن أبرز مراجع الشيعة وباعتباره المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية.