ذكر هاني زهران مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين في السعودية أن البحث المنشور في مجلة علمية أمريكية مختصة بعلم الأرض أخيراً، حول حدوث نشاط بركاني جديد في حرة الشاقة شمال غرب المملكة، لم يتطرق لإخلاء السكان كما تناولته وسائل الإعلام. وكان باحثون (سعوديون وأمريكيون) قد حذروا في مجلة علمية مختصة مؤخراً من أن حمماً بركانية شقت طريقها إلى تحت سطح الأرض مباشرة في حرة الشاقة (منطقة نائية شمال غربي السعودية) لتسبب موجة من الزلازل الصغيرة والمتوسطة، وتهدد بتكون بركان جديد. ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية اليوم الثلاثاء، أذكر زهران، أن البحث تم إعداده من فريق علمي مكون من أربعة أعضاء في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وخمسة أعضاء من هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، وعضوين من جامعتي الملك عبدالعزيز، والملك عبدالله للعلوم والتقنية. وقال "زهران" إن البحث تضمن عدم استبعاد عودة الهزات الأرضية إلى المنطقة في السنوات المقبلة، مؤكداً "عدم وجود تهديد للأهالي حالياً". ولكن الباحثون الذين حذروا كانوا قد ذكروا أن حقول الحمم البركانية القديمة تصبح أكثر نشاطاً. مشتشهدين بأن نحو 30 ألف زلزال هزت منطقة حرة لونير من مايو/أيار إلى يونيو/حزيران العام الماضي، وتسببت في صدع طوله ثمانية كيلومترات. وقامت الحكومة السعودية بإجلاء 40 ألفاً من السكان في ذلك الوقت، ولكن سمحت لهم بالعودة إلى ديارهم بعد ذلك. وقال "زهران" إن "المؤشرات في الوقت الراهن مطمئنة، ولا يوجد انتفاخات أرضية، ولا تغير في القياسات الحرارية، وقياسات غاز الرادون وثاني أكسيد الكربون واتساع الشقوق". ووفقاً لصحيفة "عكاظ"، أكد "زهران" أن الهيئة والدفاع المدني يراقبان من كثب النشاط الزلزالي والمتغيرات المصاحبة له في المنطقة من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة على مدار الساعة، وكذلك القياسات الحرارية وقياسات غاز الرادون ومدلولاته العلمية. ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، اعتقد علماء لوقت طويل أن شمال غربي السعودية هادئ جيولوجياً نسبياً لأن النشاط البركاني والزلزالي كان محدوداً خلال الألف عام الماضية. وقال الدكتور نجيب أبو كركي أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية، في تصريح لبي.بي.سي أرابك دوت كوم، إن البراكين يمكن أن تثور في أي لحظة في تلك المناطق. ولكنه استبعد أن تكون "ثورات كارثية لأن البراكين الكارثية لها مواصفات معينة تسبق اندلاع البركان حيث ترتبط بالأدخنة والغازات المنبعثة منها وهذا لا ينطبق على الحالة السعودية حالياً". ويذكر أن هناك من يفسر تكرار الزلازل في السعودية بسبب موقعها الجيولوجي في ما يعرف ب "فالق البحر الأحمر". وقد تسبب زلزال في العام 1995 في دمار كبير في مدينة تبوك السعودية والمدن المجاورة لها، وكذلك تعرضت محافظة حقل ومركز البدع شمال منطقة تبوك الواقعة شمال غربي السعودية في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول في العام 1999 لثلاث هزات أرضية، كانت أقواها بقوة 5 درجات على مقياس ريختر. وبالمقابل هناك باحثون يحذرون أيضاً من ما يوصفونه باستمرار الشركات النفطية في عمليات الحقن التي تتم بعد عمليات استخراج النفط من باطن الأرض، مشيرين إلى أن من شأن هذه العمليات أن تسبب هزات أرضية حول المنطقة، وهي بدورها تؤثر في الأراضي السكنية الواقعة على بعد 100 كلم. ويقول أبو كركي إن حقن السوائل قد تتسبب في ما يعرف ب "زلازل مستحثة"، ولكن "يتوجب التدقيق في ما إذا كانت تلك المناطق معرضة للحقن أم لا". ويرى أبو كركي أن الحديث عن السعودية "مرده أن السعوديين تفاجئوا العام الماضي بحدوث الزلازل لديهم، بينما مناطق أخرى كإندونيسيا وإيطاليا على سبيل المثال هي أكثر عرضة للحمم البركانية، ولا تلقى تلك التغطية الإعلامية".