أكد أحمد الفهيد مقدم فقرة "الصوت الآخر" ببرنامج "حجر الزاوية"، الذي يعرض على MBC1، أن فضيلة الشيخ سلمان العودة لا يطلع على النقاط المقرر طرحها في تلك الفقرة، ولم يسأل عنها يوما أو يطلب تخفيف وطئها. وأثنى الفهيد على احترافية العودة وتفهمه الكبير لطبيعة الطرح وشكله ومحتواه، بحسب صحيفة الرياض 22 أغسطس/آب. وأضاف لو أراد سلمان العودة فرض وصايته وشروطه على ما نطرحه لكان رفض في الأساس إدراج هذه الفقرة ضمن مواد الحلقة، لكنه مفكر وعالم ورجل إعلام؛ لذا يعي تماما أن الأمور تدار وفق أطر محددة، لا يمكن القفز عليها، وهذا وعي قلما يتوافر في رجل بهذه الجماهيرية الطاغية. ولفت أحد معدي "حجر الزاوية" إلى أن العودة لا يعلم أيضا بمحتوى التقرير الذي يعرض في الحلقة إلا ساعة بثّه، مثله في هذا مثل المشاهدين تماما. ويستدرك: "قبل بدء الحلقة بدقائق يسأل الشيخ مقدم البرنامج فهد السعوي عن فحوى التقرير المعد للعرض، فيوجز له فكرة التقرير ومضمونه في عبارات قصيرة، ثم يدخل الاثنان إلى الهواء المباشر". وبحسب معدي البرنامج فإن العودة لا يطلع على النقاط المقرر طرحها، ويتولى مبارك الدجين مهمة إعداد التقارير وكتابة نصوصها واقتراح أفكارها، بمشاركة فريق الإعداد ضمن ورش عمل تمتد لشهور. واحتاج الدجين هذا العام إلى التنقل بين عشرين مدينة في عشر دول، على امتداد الخريطتين العربية والعالمية، مسجلاً في تقاريره أكثر من سبق إعلامي، بعضها عرض وبعضها الآخر في طريقه للعرض. كما رصد عبر تقاريره مظاهر التغير في المجتمع السعودي عبر بعض المبادرات الشبابية والخيرية، إضافة إلى توثيقه حالات إنسانية غالبت ظروفها الجسدية والمعيشية حتى غلبتها. وذكرت صحيفة الرياض أن "حجر الزاوية" أفصح عن مزية جديدة يتمتع بها "ضيف البرنامج الدائم" الشيخ الدكتور سلمان العودة، هي قبوله للنقد بشقيه القاسي والهيّن الليّن. وبدا المفكر السعودي متجاوبا جدا مع الملاحظات والاعتراضات التي ينقلها الزميل الإعلامي أحمد الفهيد عبر الفقرة الجديدة التي أضيفت إلى البرنامج، في إطار تغيير متعمد، بغية التجديد في الشكل والمضمون. وأضافت الصحيفة أنه على قدر الصراحة في نقل الصوت الآخر إلى مسامع الشيخ على مرأى ومسمع من المشاهدين، إلا أنه كان مُرحِبا ومتقبلاً، ولم يترك سؤالاً إلا وأجاب عليه، ولا تعليقاً إلا وبادره بالرد، ولا اعتراضاً إلا وحاول تقريب مسافة الاختلاف فيه، حتى إن بعض المتابعين المتحمسين والمحبين للدكتور العودة وجدوا في هذه الفقرة تطاولاً على مقام الشيخ. وتابعت الصحيفة أن الشيخ نفسه لم يجد ذلك؛ حيث علق من باب الدعابة حين أراد أن ينتقل مقدم البرنامج فهد السعوي إلى فقرة الفهيد، بقوله: "اللهم حوالينا ولا علينا"، مصطحبا هذا القول بابتسامةٍ دلّت على تصالحه مع نفسه ومع الآخر.