أفصح برنامج «حجر الزاوية» الذي يعرض حالياً على قناة MBC، عن مزية جديدة يتمتع بها «ضيف البرنامج الدائم» الشيخ الدكتور سلمان العودة، هي قبوله للنقد بشقيه، القاسي والهيّن الليّن. وبدا المفكر السعودي متجاوباً جداً مع الملاحظات والاعتراضات التي ينقلها الزميل الإعلامي أحمد الفهيد عبر الفقرة الجديدة التي أضيفت إلى البرنامج، في إطار تغيير متعمد، بغية التجديد في الشكل والمضمون. وعلى قدر الصراحة في نقل الصوت الآخر إلى مسامع الشيخ على مرأى ومسمع من المشاهدين، إلا أنه كان مُرحِباً ومتقبلاً، ولم يترك سؤالاً إلا وأجاب عليه ولا تعليقاً إلا وبادره بالرد، ولا اعتراضاً إلا وحاول تقريب مسافة الاختلاف فيه، حتى أن بعض المتابعين المتحمسين والمحبين للدكتور العودة وجدوا في هذه الفقرة تطاولاً على مقام الشيخ، وهو ما لم يجده فيها الشيخ نفسه الذي علق من باب الدعابة حين أراد أن ينتقل مقدم البرنامج فهد السعوي إلى فقرة الفهيد بقوله: «اللهم حوالينا ولا علينا» مصطحباً هذا القول بابتسامةٍ دلّت على تصالحه مع نفسه ومع الآخر. وبحسب معدي البرنامج فإن العودة لا يطلع على النقاط المقرر طرحها في الفقرة المخصصة ل»الصوت الآخر»، ولم يسأل عنها يوماً، ولم يطلب تخفيف وطئها، وهو ما يؤكده مقدم الفقرة أحمد الفهيد الذي يثني على احترافية الدكتور وتفهمه الكبير لطبيعة الطرح وشكله ومحتواه، ويضيف: «لو أراد سلمان العودة فرض وصايته وشروطه على ما نطرحه، لكان رفض في الأساس إدراج هذه الفقرة ضمن مواد الحلقة، لكنه مفكر وعالم ورجل إعلام، لذا يعي تماماً أن الأمور تدار وفق أطر محددة، لا يمكن القفز عليها، وهذا وعي قلما يتوافر في رجل بهذه الجماهيرية الطاغية». ويلفت أحد معدي «حجر الزاوية» إلى أن العودة لا يعلم أيضاً بمحتوى التقرير الذي يعرض في الحلقة إلا ساعة بثّه، مثله في هذا مثل المشاهدين تماماً، ويستدرك: «قبل بدء الحلقة بدقائق يسأل الشيخ مقدم البرنامج فهد السعوي عن فحوى التقرير المعد للعرض، فيوجز له فكرة التقرير ومضمونه في عبارات قصيرة، ثم يدخل الاثنان إلى الهواء المباشر». ويتولى مبارك الدجين مهمة إعداد التقارير وكتابة نصوصها واقتراح أفكارها بمشاركة فريق الإعداد ضمن ورش عمل تمتد لشهور. واحتاج الدجين هذا العام إلى التنقل بين عشرين مدينة في عشر دول على امتداد الخريطتين العربية والعالمية، مسجلاً في تقاريره أكثر من سبق إعلامي بعضها عرض وبعضها الآخر في طريقه إلى العرض، كما رصد عبر تقاريره مظاهر التغير في المجتمع السعودي عبر بعض المبادرات الشبابية والخيرية، إضافة إلى توثيقه لحالات إنسانية غالبت ظروفها الجسدية والمعيشية حتى غلبتها.