نعى فضيلة الدكتور الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الأحد، في الرياض متأثرًا بمرضه. ونقلا عن موقع " الاسلام اليوم " فقد قال الشيخ سلمان في حلقة الأحد من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يُبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "مقاومة التغيير" : "أسأل الله عز وجل أنّ يتغمده برحمته، ذلك الرجل الموسوعي الذي جمع بين الثقافة والأدب والرواية واللغة، وجمع بين المعرفة الشرعية والمتابعة الدقيقة والإطلاع على كثير من القضايا، وجمع بين العمل الوظيفي والعمل الإداري وتنقله في العديد من المناصب، وهو نموذج يُحتذى". وأكّد فضيلته، أنّ الراحل نموذج للتغيير ونموذج لتطوير الذات، وروى عن لقاء جمعه به قبل وفاته وأنّه سأله عن الشيخ "محمد أبو زهرة" لأنه ذكره في بعض رواياته، وردّ بأنه لقيه واستفاد منه وتعلم منه، كما ذكر له محمد أسد المستشرق النمساوي الذي أسلم وقراءته لكتاب "الطريق إلى الإسلام"، وكيف أنّ محمد أسد كان مبتهجًا أنّ شبابًا من الجزيرة يقرؤون كتبه وربما بلغتها الأصلية ويتعاطفون معها. وفي إشارة إلى وجود متفقين ومختلفين مع الراحل، أكّد الدكتور العودة بأنّ الجميع يتفق ويختلف، معربًا عن اعتقاده بأنّ الدكتور غازي -رحمه الله- لو أعاد قراءة ما كتب وأعاد قراءة حياته من جديد سيتفق معها في أشياء وسيختلف معها في أشياء، ولكن لابد أن يشيد الإنسان بالجهد والتضحية والجوانب الإنسانية والشفافية. وأشار فضيلته إلى أنّه لم يسمع أو يرى برجًا من أبراج مدينة الرياض باسم الراحل على الرغم من أنّه تقلب في مناصب كثيرة جدًا. وتناول فضيلته كتاب "المؤمن الصادق" الذي قام بترجمته الدكتور غازي القصيبي. مؤكدًا أنّ هناك جوانب إيجابية عديدة في هذا الكتاب، ثم ذكر فضيلته أنّ الراحل كان قد أرسل له في مرضه أبيات من أمريكا فيها إيمان بالله وفيها معاناة جاء فيها: أغالب الداء الدوي الوبيل *** أغالب الليل الطويل الطويل أغالب الآلام مهما طغت *** بحسبي الله ونعم الوكيل ! كما ذكر فضيلته قصيدة أخرى أرسلها له الراحل جاء فيها: بعض الدروب إلى الأوطان سالكة *** وبعضها في فضاء الله ينساب وأوضح فضيلته أنّ القصيدة تُوحي بأنّه أي الراحل كان فعلاً يستشعر بقرب الأجل وقرب الرحيل، وخلال هذه الفترة قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب "المؤمن الصادق" الذي قام بترجمته، وأشاد فضيلته بالكتاب ووصفه بال"مذهل"، مع أنّه كُتب قبل خمسين سنة، ولكن محتوياته ومعلوماته وأحافيره في النفس الإنسانية غريبة، وأكّد الشيخ العودة أنّ لديه من التعليقات الكثير حول الكتاب لأنّ الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها.