بعد أشهر قليلة من تركه لمنصبه، ورحيله للعمل في قسم الشرق الأوسط بشركة ياهو العالمية لم يعد حسام السكري - الرئيس السابق للقسم العربي بشبكة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" - هو الوحيد الذي شد الرحال من القناة العريقة، فمن بعده ظهر محمود مراد علي الجزيرة. وكشف في حوار خاص ل "الدستور" عن أزمات كبيرة تعيشها القناة التلفزيونية الناطقة بالعربية لضعف المخصص المالي لها، ومنها أخطاء فنية رآها ساذجة ولا تليق باسم "بي بي سي" وهي التصريحات التي أثارت حينها الكثير من الجدل داخل مبني القناة بالعاصمة الإنجليزية "لندن"، بحسب التقرير الذي كتبه الصحفي احمد خير الدين ونشرته صحيفة الدستور المصرية المستقلة. وكان رحيل محمود مراد أحد قراء النشرة الأساسيين قد تبعه انتقال صلاح نجم، وهو واحد من مؤسسي تليفزيون "بي بي سي" العربي وقناة العربية ليشغل منصب رئيس قناة الجزيرة الإنجليزية ومن بعده أيضاً مراسل القناة في القاهرة عبد البصير حسن، وهو ما وضع القناة في أزمة دفعتها إلي الاستعانة ببعض مذيعي ومراسلي الإذاعة لتقديم النشرات الإخبارية بها. وهو أمر صنع بعض الارتباك في أدائها خاصة مع اختلاف الأداء الإذاعي عن التليفزيوني والفارق الشاسع بين الكتابة للصورة والكتابة للإذاعة.. الأزمة الإدارية والفنية صاحبتها كذلك أزمة مالية عانت منها القناة واتضحت بشكل كبير في تخفيض المبالغ المالية المخصصة للقاءات التليفزيونية، وتخفيض ساعات العمل وتقليل أعداد العاملين في الفترات المسائية، وهو الأمر الذي يراه البعض تهديدا لاستمرار القناة، كما تواصلت هجرة العاملين في القناة إلي وجهات أخري مع الإعلان عن انتقال قارئي النشرة الاريتري عثمان أي فرح ونوران سلام أول مذيعة محجبة تظهر علي شاشة "بي بي سي" إلي قناة الجزيرة وهما اثنان من أبرز الوجوه التي قدمت نشرات القناة الإخبارية. وهو ما دفع القناة مرة أخري إلي الاستعانة بكفاءات إضافية من الإذاعة، والاستعانة بمدير مكتب القناة في القاهرة عمرو عبد الحميد ليعمل للمرة الأولي كقارئ للنشرة، وفي تصريح ل "الدستور" أكد عمرو عبد الحميد أنه يستعد خلال الأيام المقبلة للسفر إلي العاصمة لندن ليبدأ في مهام عمله الجديد، وأشار إلي أن الانتقالات التي تحدث في هذا المجال هي أمر طبيعي وموافقة أبي فرح وسلام علي عرض الجزيرة هو أمر يعود لهما والمجال أصبح معتاداً علي هذه الانتقالات التي تتم من العربية إلي الجزيرة وبالعكس.