رصدت "أنباؤكم" كلاما للعلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في معرض حديثه عن تحريم المعازف والغناء يبدي فيه تخوفه من نسيان الناس لحكم المعازف والغناء ونسبة من يقول بتحريمه إلى الرجعية والتشدد حيث يقول في كتابه تحريم آلات الطرب "وإني لأخشى أن يزداد الأمر شدة فينسى الناس هذا الحكم حتى إذا ما قام أحد ببيانه أنكر ذلك عليه ونسب إلى التشدد والرجعية كما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا : غيرت السنة قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة [ وتفقه لغير الدين ] " وهو موقوف في حكم المرفوع لأنه من أمور الغيب التي لا تدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كل ما فيه من التنبؤات . والله المستعان" وأضاف: " مع الأسف فقد ازداد الأمر شدة كما كنت ظننت من قبل وكثر البلاء والافتتان بالأغاني والموسيقى لتيسر وسائل الاستماع كالراديو والمسجلات والتلفاز والإذاعات وسكوت كثير من العلماء عن الإنكار بل تصريح بعضهم ممن يظن الكثيرون أنهم من كبار العلماء بإباحتها وتكاثرت وتنوعت المقالات التي تنشر في بعض الجرائد والمجلات في إباحة الآلات الموسيقية وإنكار تحريمها وتضعيف الأحاديث الواردة فيها ضاربين عرض الحائط بالحفاظ المصححين لها ومذاهب الأئمة القائلين بمدلولاتها لا يتعرضون لذكرها حتى إن عامة القراء يتوهمون أن لا وجود لها أو من كاتبين مغمورين ليسوا في العير ولا في النفير كما يقال والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا ... ولقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلم ذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير الشيخ محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير : " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " وتابع قائلا في رده على الغزالي: وقد قال بعض السلف : " من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا " ومع ذلك فهو يحشر نفسه في زمرة الفقهاء الذين يستدركون على المحدثين شذوذا أو علة خفيت عليهم والحقيقة أن الرجل لا علم عنده بالحديث ولا بالفقه المستنبط منه وإنما هي العشوائية العمياء المخالفة لما عليه علماء المسلمين من المحدثين والفقهاء في أصولهم وفروعهم . تجدر الإشارة إلى أن الشيخ القارئ عادل الكلباني كان قد قال بحل الغناء خلافا لما عليه الجمهور وعلماء المملكة العربية السعودية وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الدينية في المملكة والكثير من ردات الفعل المتناقضة على نطاق واسع، آخرها فتوى للعلامة الشيخ صالح الفوزان حرم فيها الصلاة خلف مستبيح الغناء بوصفه مجاهراً بالمعصية.