أعلنت وزارة الصحة المصرية اليوم الأربعاء أن الدكتور "نصر حامد أبو زيد" كان يعانِي من التهاب فيروسي بالمخ، مشيرةً إلى أنّ وفاته حدثت نتيجة "فشل حادّ" في الوظائف الحيوية، مما أدى إلى هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية. وذكر التقرير الطبي- الصادر عن مستشفى الشيخ زايد التخصصي-: أن "الفقيد حضر إلى المستشفى وهو يعانِي من ارتفاع بدرجة الحرارة واضطراب بدرجة الوعي، وتشنجات". وقال الدكتور حافظ محمد حافظ- مدير المستشفى-: إنّ أبو زيد كان قادمًا من بلد استوائي "إندونيسيا"، وأنه قضى أسبوعًا بمنزله قبل دخول المستشفى؛ حيث كان يعانِي خلال هذه الفترة من اضطراب بدرجة الوعي. وأضاف أن الإشاعات والتحاليل المعملية أوضحت أنّها حالة التهاب فيروسي حادّ، غير مُعْدٍ، بالمخ. وأضاف حافظ: أنّه تَمّ إعطاء أبو زيد العلاج اللازم، لكن حالته لم تتحسّن، مما استدعى دخوله قسم الرعاية المركزة يوم 8 يونيو 2010، ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، وإجراء عملية شقّ حنجري يوم 25 يونيو 2010، لكن هذا لم يمنع من استمرار تدهور درجة الوعي، مِمّا أدى إلى هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية وفشل حادّ في الوظائف الحيوية. وكان الدكتور نصر حامد أبو زيد، قد توفي الاثنين، عن 67 عامًا إثر إصابته بفيروس وصفه الأطباء بأنه "مجهول" أصابه خلال زيارةٍ له لإندونيسيا قبل بضعة أسابيع. وكان أبو زيد قد عاد إلى مصر قبل أسبوعين من الخارج بعد إصابته بالفيروس الذي فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، حيث دخل في غيبوبة استمرّت عدة أيام حتى وافته المنية صباح الاثنين. ونصر أبو زيد ولد في إحدى قرى طنطا في 10 يوليو 1943، ونشأ في أسرة ريفية بسيطة، في البداية لم يحصل على شهادة الثانوية العامة التوجيهية ليستطيع استكمال دراسته الجامعية؛ لأنّ أسرته لم تكن لتستطيع أن تنفق عليه في الجامعة، لهذا اكتفى في البداية بالحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960م. ثُمّ حصل عام 1972 على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1976م، ثم دكتوراه من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1979م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. ومن أبرز أعمال نصر حامد أبو زيد "الاتجاه العقلي في التفسير" و"فلسفة التأويل" و"نقد الخطاب الديني" و"هكذا تكلم ابن عربي" و"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية". وأدّى هجومه على النصّ القرآني إلى صدور فتاوى من عددٍ كبير من علماء الإسلام بمصر بارتداده، ومطالبتهم بالتفريق بينه وبين زوجته، وهو ما حكمت به لاحقًا محكمة مصرية. وعندما قدم أبو زيد أبحاثه للحصول على درجة أستاذ تكوّنت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بينهم د.عبد الصبور شاهين الذي اتّهم في تقريره أبو زيد بالكفر، وحدثت القضية المعروفة التي انتهت بهجرة نصر إلى هولندا، منذ 1995، واتخاذها منبرًا له للهجوم على الإسلام والمسلمين وأيضًا على القرآن الكريم. وآخر المواقف التي أُثِيرت فيها مجددًا قضية "ارتداد" نصر حامد أبو زيد كانت في الكويت، حيث منع من دخوله البلاد، التي كان مدعوًا لإلقاء محاضرة فيها، بعد احتجاجات من عدد كبير من علماء المسلمين بالكويت على دخوله البلاد.