أبدى النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أسفه لوصول فكر الإرهاب حتى لأصحاب المؤهلات العلمية والفكر العالي، وأن من يسمون ب"الخوارج" تمكنوا من اختراق شرائح ذات مستوى تعليمي عالٍ خلال السنوات الأخيرة. وأكد الأمير نايف في كلمة له أثناء حفل تخريج دفعة من طلاب الدراسات العليا بجامعة نايف أن الغالبية من حملة تلك الشهادات هم سعوديون "وشباب غرر بهم ودفعوا إلى مجال القتل والتشريد". توافر الفكر والمال واعتبر الأمير نايف أن ظاهرة الإرهاب خرجت في السنوات الأخيرة عن "السياق الاجتماعي للأمة"، وأنه خلال السنوات الثلاث الماضية "ظهرت لنا مجموعات من المؤهلين تأهيلاً علمياً من حملة الشهادات، فضلاً عن وجود ممولين بالمال، أي أن هناك فكراً ومالاً، وهذا يؤسفنا كثيراً، بل يؤلمنا." وأشار إلى أن خطر الإرهاب متنامي ومستمر، وأن الحكومة مستمرة في تجفيف منابعه، مؤكداً على أن السعودية هي "الدولة الأولى في مكافحة الإرهابين وكيفية التعامل معهم بعد ضبطهم". وأضاف وزير الداخلية السعودية في حديث تصدر واجهات الإعلام المحلي يوم الخميس 1-7-2010 أن "الإرهاب مر على كثير من الدول العربية والإسلامية، ولكن المملكة هي المستهدفة الأولى" ، مشيراً إلى أن وقوع جرائم إرهابية ضد مرافق حكومية وخصوصاً للمواطنين وضد إحدى الممثليات الأجنبية، وأنه "قتل في هذه الأحداث من قتل وأصيب بدون ذنب وهو ما واجهته قوات الأمن السعودية وأوقفت من أوقفت وقتلت بدون قصد في مواجهات أمنية". إحباط 220 محاولة إرهابية وأكد الأمير نايف أن المحاولات الإرهابية التي تم التصدي لها وإيقافها بلغت أكثر من"220 محاولة استهدفت مواقع ومسؤولين، وتم القبض على كل من ورائهم وإحالتهم للقضاء بعد التحقيق معهم من قبل هيئة التحقيق العام"، مشيراً إلى أن برنامج المناصحة وفر لها الاستمرار على منهجية وجود استراتيجية فكرية أمنية، وهو ما يسمى اصطلاحاً بالأمن الفكري، معتبراً أن مواجهة الإرهاب "لا تتم بالمواجهة فقط، لأننا نريد أن نصحح الأفكار، وهو ما نرجوه عبر مشاركة فعالة من علمائنا وكذلك المفكرين والعلماء النفسيين". وأنه بالرغم مما قام به هؤلاء إلا أن الدولة ما زالت "تهتم بأسرهم وتقدم مرتبات لهم ومتابعتهم في كل الظروف، خصوصاً في المناسبات في رمضان والأعياد، لأنهم أبرياء، مصداقاً لقول الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقد يكون المعتقل مصدر رزق لتلك الأسر، وقد صرفت الحكومة عشرات الملايين لأسر المعتقلين". من جانبه أكد وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى لدى رعايته أمس الأول لبرنامج "قضايا الإرهاب وأمن الدولة" الذي نفذته الوزارة بالشراكة مع جامعة نايف العربية، وأمام عدد من القضاة والخبراء السعوديين والعرب، أن " قضايا الإرهاب وأمن الدولة، تُنظر في محاكمنا من قبل القاضي الطبيعي، وقال إن ذلك "حقّ كفلته طليعة وثائقنا الدستورية المؤسسة على أحكام الكتاب والسنة "الدستورِ الأساس للدولة"، مستشهدا بنص المادة السابعة والأربعين من النظام الأساسي للحكم "إن حق التقاضي مكفولٌ بالتساوي للمواطنين والمقيمين في المملكة"، وأضاف "ليس بإمكان كائن من كان أن يُبدي لرجال القضاء رأيَهُ فيما ينظرونه من أحكام، فضلاً عن إملاءاته، وقال "نحن في هذا نتميز على غيرنا، حيث ننطلق من مفاهيمنا الراسخة، وقيمنا المتأصلة بنزاهة قضائنا الذي يُملي علينا نصوصاً إلهية لم يصنعها البشر، فالحياد والاستقلال في قضائنا عزيمة ربانية، لا وضعية". 24 دولة تقتبس تجربة المناصحة من جانبه أكد المستشار بوزارة الداخلية ومدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري الدكتور عبد الرحمن الهدلق، ضمن الجلسات العلمية للبرنامج، أن عدد الدول التي تنفذ برامج المناصحة الموجهة لأصحاب الفكر الضال وصلت إلى 24 دولة، تمتلك بعضها برامج وهمية في الواقع، مستشهداً على ذلك بدولة بنجلاديش التي لا يتعدى نشاطها جزءاً محدوداً من برنامج المناصحة، ولا يتحقق بالشكل الفعلي، مضيفاً أنها مع ذلك تدعي تنفيذها لبرامج مناصحة لمواجهة الفكر المتشدد العنيف، مبيناً أن المملكة تأتي في مقدمة الدول التي تبنت عدة برامج تتعلق بالثقافة والمناصحة والإعلام والسجون ومراكز الرعاية والتأهيل، مشيراً إلى تبني 500 من العائدين بعد الحرب الأفغانية الروسية لأفكار متشددة نشروها بين الأجيال، ووصل عدد الموقوفين بتهمة الإرهاب حالياً إلى الآلاف. وحدد ممثل مكتب مكافحة المخدرات والجريمة بالأمم المتحدة في الشرق الأوسط القاضي الدكتور إيهاب المنباوي، 16 صكاً دولياً ترسم الإطار القانوني العالمي لمكافحة الإرهاب؛ تدور حول سلامة الطيران المدني والملاحة البحرية والمواد الخطرة وحقوق الضحايا وغيرها. من جانبه، لفت رئيس إحدى المحاكم المصرية الدكتور محمد الألفي إلى إصابة المشرع في المملكة في 90% من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، فيما حذر من قدرة جرائم الإرهاب الإلكتروني حالياً على تدمير البنية التحتية للمرافق الحيوية والخدمية، كوسيلة تدمير تأتي بعد استخدام القنابل والطائرات وغيرها في مراحل زمنية مضت. مخاطر الفضاء الإلكتروني وحذر "الألفي" من إمكانية استخدام الجماعات الإرهابية للفضاء الإلكتروني كبيئة خصبة لارتكاب وتمرير بعض الجرائم الحديثة. وأكد عدم رصدها حالياً لكنه لم يستبعد حصول ذلك، واستشهد بالمجال الإلكتروني life Second، وهو أحد التجمعات الإلكترونية المعروفة بتجسيد الشخصيات والمواقع والمؤسسات الواقعية في العالم الافتراضي ويطلق على الشخصيات مسمى (الأفاتار)، إلى جانب شبكة facebook وyou tube. ووصف الشبكة الاجتماعية الأخيرة بأنها تبث الأفكار والمساندة بالتعاطف. كما حذر عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور فتحي عيد، من رغبة الجماعات الإرهابية في استقطاب المفرج عنهم من السجون والاستفادة من خبراتهم الإجرامية، مؤكداً محافظة نظام الإجراءات الجزائية -الصادر عام 1422ه بالمملكة على حقوق الإنسان.