أثار اشتراط إدارة السجن البريطاني الموجود داخله الشيخ عمر محمود أبو عمر الملقب ب"أبو قتادة"، المعروف بسفير ابن لادن والمرشد الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا، أن تنزع زوجته نقابها قبل السماح لها بالدخول لزيارته بزعم أن هناك فتاوى تبيح ذلك، موجة استياء عارمة في أوساط مسلمي بريطانيا الذين وصفوا الأمر بأنه "عنصرية وانتهاكًا للحريات الشخصية". وأصدرت عائلة أبو قتادة بيانًا جاء فيه: "لقد طالبت إدارة سجن لونغ لارتن في شمال إنجلترا زوجة القيادي الأصولي بنزع نقابها أمام الكاميرات قبل دخولها إلى زيارته.. وقام سجّانو ومفتشو السجن بتعمُّد إجبار النساء المسلمات على كشف شعورهن أمام كاميراتهم للدخول إلى الزيارة، وبعد رفضنا قاموا باستفزازنا وقالوا: إنه من الجائز للنساء أن يكشفن عن شعورهن، وإن أمرهم يجب تنفيذه لإفتاء بعض علماء المسلمين بذلك". وأضاف البيان: " أنه بحسب قوانينهم التي وضعوها يحق للنساء رفض كشفهن شعورهن أمام الكاميرا ووضع حاجز لمنع ظهور الرأس، ولكن عنصريتهم جعلتهم يجبروننا على الرجوع ومنعنا من الزيارة بعد ثلاث ساعات من مشقة الطريق مع انتظار الزيارة لساعات في سجن لونغ لارتن البريطاني، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وقالت عائلة أبو قتادة: "هذه الممارسات منذ البداية وعانينا منها طويلاً ولكنها تزداد كل يوم شراسة ضد ديننا... فهم يضيقون علينا وينتقمون منا بشتى الطرق بتصرفات وحجج كاذبة كإلغاء الزيارة وتأخيرها وتعمدهم ملامسة الكلاب أجسامنا». من جانبه استنكر "المرصد الإسلامي"، وهي هيئة حقوقية تهتم بشؤون المسلمين في أوروبا، الممارسات والإجراءات التي تنتهجها وزارة الداخلية البريطانية بحق المعتقلين المسلمين في سجون بريطانيا. وقال الإسلامي المصري ياسر السري: "إن ما حدث انتهاك للحريات الشخصية والحرمات"، مشيرًا إلى أنه لا مانع، كما كان يحدث في السابق، من قيام إحدى النساء البريطانيات اللائي يعملن في الشرطة بالاطلاع على وجوه الزائرات المسلمات، أي أنّ زوجات الإسلاميين المحتجزين في السجون البريطانية يكشفن عن وجوههن أمام إحدى النساء البريطانيات اللائي يعملن في الشرطة في غرفة مخصصة لذلك وليس أمام الكاميرات التي يطلع عليها الرجال. وأضاف إن أبو قتادة محتجز في السجن البريطاني من دون تهمة أو محاكمة في انتظار البتّ في ترحيله إلى الأردن من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.. ويبدو أن ممارسات السياسات لا تتغير بتغير الأحزاب الحاكمة، معربًا عن مخاوفه أن تتحول بريطانيا إلى مقبرة لحقوق الإنسان. ويحتجز في سجن لونغ لارتن أيضًا عدد من الإسلاميين، من بينهم خالد الفواز (سعودي) وعادل عبد المجيد عبد الباري (يعتقد أنه من تنظيم الجهاد المصري)، وكلاهما ينتظر البتّ في طلب ترحيله إلى الولاياتالمتحدة بمزاعم التورط في تفجير سفارتي أمريكا بنيروبي ودار السلام عام 1998. كانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلبت من بريطانيا أمس تأجيل ترحيل أبو قتادة إلى حين النظر في الاستئناف الذي تقدم به. وفي وقت سابق وقعت وزارة الداخلية البريطانية أمرا بترحيل أبو قتادة بعد أن كسبت الوزارة استئنافًا في وقت سابق، إلا أنه من المتوقع أن توافق على تعليق ترحيله بانتظار البتّ في الاستئناف أمام محكمة ستراسبورغ. وقالت: إن أبو قتادة "يجب أن يرحل إلى الأردن بانتظار أن تنظر المحكمة في هذه القضية بعناية"، ويحاول أبو قتادة إلغاء أمر طرده من بريطانيا وإعادته إلى الأردن، حيث يواجه احتمال التعرض إلى التعذيب بعد توجيه تهمة الإرهاب له. وحوكم أبو قتادة مرتين في 1998 و2000 من قبل محكمة أمن الدولة في الأردن وحكم عليه بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة لإدانته بأنشطة إرهابية وعلاقات مع "القاعدة". وكانت محكمة اللوردات، أعلى هيئة قضائية في بريطانيا، وافقت على رفض طعن تقدم به أبو قتادة وقالت: إنه يمكن ترحيله. ويعتبر الاستئناف الذي تقدم به إلى المحكمة الأوروبية آخر فرصة أمامه لتجنب ترحيله.