استنكر فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") المجزرةَ التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتضامنين في قافلة سفن المساعدات الإنسانية لكسر الحصار عن قطاع غزة "أسطول الحرية"، داعيًا الحكام العرب إلى وقف مفاوضاتهم مع العدو الصهيوني. وأصدر الشيخ العودة بيانا أكّد فيه "أن العربدة الصهيونية لا تقف عند حدٍّ، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء"، مشيرًا إلى أنّ العدوان على أسطول الحرية لهو عدوان على الإنسانية ذاتها واستهتار بالقِيَم التي عاش الناس وماتوا من أجلها. وأوضح أنّ الهجوم الإسرائيلي على القافلة، التي لا تحمل سوى مساعدات إنسانية لأهالي القطاع المحاصرين منذ نحو ثلاث سنوات، يعبر عن الهلع والخوف الذي تشعر به الحكومة الإسرائيلية والإحساس المتزايد بالهزيمة. ودعا فضيلته الحكَّام العرب إلى سدّ طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال ووقف المفاوضات، تضامنًا مع شعوبها "وأن تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين". كما طالب الدكتور العودة خلال مداخلة مع فضائية "الجزيرة" الإخبارية، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بقيادة حراك عربي لمواجهة الغطرسة الصهيونية التي تمارسها ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في الاراضي المحتلة. وفيما يلي نص البيان: كفى سكوتاً على الظلم .. أوقفوا المفاوضات أيها الحاكمون! العربدة الصهيونية لا تقف عند حدٍّ، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء، ومتى تعوَّدنا من هؤلاء المغتصبين إلا الاستخفاف بالدم، والاستهانة بالحياة البشرية والاحتكام إلى منطق البطش والقوة. إنّ العدوان السافر على أسطول الحرية الذي يحمل راية المساعدة الإنسانية، وينتظم العديد من الأحرار في العالم بمختلف بلدانهم ودياناتهم، لهو عدوان على الإنسانية ذاتها واستهتار بالقيم التي عاش الناس وماتوا من أجلها. وإسرائيل تعبر بذلك عن الهلع والخوف من مستقبلها والإحساس المتزايد بالهزيمة؛ فالذئب أعدى ما يكون جريحًا، ولله الأمر من قبل ومن بعد. لقد وجدوا أن الهجوم على غزة زادهم عزلة عالمية ووسع دائرة الكراهية لهم، وإن اغتيالهم للمبحوح فضح أساليبهم الدنيئة واستهانتهم بالأنظمة وعدم إقامتهم وزنًا لأي اعتبار، وها هم يقدمون على هذا العمل الحقير غير آبِهين بقيمة إنسانية ولا خائفين من أحد، والله لهم بالمرصاد. لا نتوقع أن يتنادى حكامنا لغضبة إسلامية تعيد الحق إلى نصابه، ولم نتعود هذا خلال فترات التعسف والظلم والعدوان الطويلة، خاصة مع الانحياز الرسمي الأمريكي لصالح أمن إسرائيل مهما كانت جرائمها. كلّ ما نتمناه من حكامنا أن تتضامن مع شعوبها، وأن تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين، وأن تتجاوب مع نزيف الدماء، وأنَّات الثكالَى ودموع اليتامى. وكل ما نتمناه أن يجدوا جرأة ليعلنوا وقف المفاوضات مع العدو الغاشم وسحب جميع المشاريع التصالحية وسدّ طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال.. ولندع لأجيال المستقبل أن تنجح فيما فشلنا نحن فيه. إنّ العجز عن هذا القدر من الاجتماع لهو مدعاة للتساؤل! إنّ إقدام الحكومة اليمينية الصهيونية على استخدام السلاح في مواجهة هبة إنسانية لهو دليل على الضعف والتراجع والهلع الذي يرسم سياسة الكيان الصهيوني، والخوف كثيرًا ما يعمي الإنسان عن مخاطر ما يفعل، وسنن الله ماضية في هؤلاء المجرمين، فإذا لم يجدوا من يحاربهم بالسلاح فسيجدون من سنن الله الكونية وحكمته في أعدائه المجرمين ما ينخر فيهم من داخلهم، ويلحق بهم الهزيمة من حيث لم يحتسبوا كما ذكر ذلك في كتابه الكريم. وها هو "الرعب" الموعود يظهر جليًا بغير مواربة { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } إنها الهزيمة النفسية؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار. نعم لتتحدث وسائل الإعلام وليصرخ القادرون ولتعرض المواقع الإلكترونية الحدث ساعة فساعة، وأدعو العلماء والدعاة والإعلاميين إلى مواكبة الحدث والتغطية الإعلامية الناجحة التي تفضح القرصنة الصهيونية. وليكتب الأدباء والشعراء والكاتبون مقالات الاحتجاج، وليرفع الصبية والشيوخ والعباد أكُفَّ ضراعتهم لرب السماوات والأرض؛ استنزالاً للرحمة لأولئك الشهداء الأبرار، واستنزالاً للخزي والعقاب الرادع الأليم على القوم الظالمين ومن ساندهم ووقف معهم سرًّا أو علانية، أو سكت وهو قادر على الرفض والإدانة وإنها لحلقة في سلسلة متصلة من الصراع بين الحق والباطل { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. سلمان بن فهد العودة بريدة 17-06-1431ه