مازالت مطالبة الدكتورة هبة قطب بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس يقابلها العديد من الانتقادات الاجتماعية ، ولكنها تؤكد أن الثقافة الجنسية لا تعني بالضرورة ثقافة الفراش وإنما ثقافة حفاظ الأطفال على أعضائهم الجنسية حماية لهم من التحرشات وغيرها من الآفات الاجتماعية الموجودة حالياً . وقالت د.هبة قطب أستاذ الصحة الجنسية في برنامج "وجوه وقصص" على فضائية "الآن" السابعة صباح الخميس 27 مايو : يجب على الأم أن تبدأ في توعية طفلها جنسياً بداية من بلوغه ال 6 أشهر . موضحة أن الثقافة الجنسية أكبر وأشمل من ثقافة الفراش أو العلاقة الجنسية،حيث تكمن في قدرة الطفل على الحفاظ على أعضائه الجنسية واعتبارها وفهمه أنها مناطق خاصة به وحده ممنوع اطلاع أي أحد عليها، وممنوع أن يجرده أحد من ملابسه ، ويكون الطفل قادراً على هذا في عمر دخوله الحضانة أي "عام ونصف تقريباً"، وقالت : هذه الثقافة يجب أن يعلمها الطفل في عامه الأول ولكن الأم تبدأ في بثها إليه قبل بلوغه العام ، فالرضيع يستوعب ما تقوله الأم والدليل أنه بداية من 6 أشهر عندما يلعب في "المشاية" ويحبو في اتجاه الكهرباء تنهره أمه فيبعد يده عن الكهرباء وينظر إليها بترقب، ثم يبدأ يضحك ثم يمد يده مرة أخرى، هو هنا يختبر ذكاء أمه ليعرف ذكاء من سيطغى وإلى أي مدى يمكنك أن يفعل ما يريد، إذا يمكن للأم استغلال هذا الذكاء وتعطيه معلومات في سن ال6 أشهر بأن تتحدث معه عندما تبدل له ملابسه فتقول مثلاً : " حبيبي لا أحد يبدل لك ملابسك غيري أنا وبابا وجدتك". وتؤكد أستاذ الطب الجنسي أن الطفل في عمر ال 6 أشهر يمكنه استيعاب نبرة صوت أمه وهي سعيدة أو غاضبة ويفرق بين ملامحها في كلتا الحالتين ، لذا على الأم استغلال هذه النقطة. وتحكي د.هبة عن تجربتها عندما أدخلت بناتها الحضانة قائلة: عندما أدخلت بناتي الحضانة كان عمر ابنتي الصغيرة عاماً ونصف واضطررت إلى أن أدخلها مبكراً لأنني كنت أمتحن الدكتوراه، ونظراً لصغر سنها ولأن كل أم يجب أن تعلم من سيطلع على عورة طفلها في الحضانة، قررت أن أرى بنفسي المسئولات عن تبديل ملابس الأطفال وأسلوب كل منهنّ مع الأطفال واختارت أفضلهن في التعامل مع الأطفال وجعلها وحدها المسئولة عن تبديل ملابس ابنتي الصغيرة، هذه ثقافة جنسية على الأمهات استيعابها . منهج للثقافة الجنسية من خلال المرضى الذين يترددون على عيادة د.هبة قطب ، اكتشفت أن العديد من الأزواج يفتقدون إلى المعلومات الجنسية البسيطة والبديهية ، لذا طالبت بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس، وبالفعل كتبت المنهج الدراسي، حتى لا يأخذ الشباب معلوماتهم المغلوطة من مصادر ملوثة تؤثر على علاقتهم الزوجية ، خاصة وأن الأحاديث العائلية بين الأهل وأطفالهم خالية من الثقافة الجنسية، حيث يجب أن يتعرف الطفل ثقافة البلوغ في المرحلة الإعدادية. وتقول: فأكم سمعنا عن فتيات بلغن الدورة الشهرية وأغشى عليهن اعتقاداً بأنهن سيموتن، وصبية وصلوا إلى مرحلة الاحتلام واستيقظوا معتقدين أنهم تبلوا لا إرادياً وهم نائمين واحتاروا خاصة أنهم لا يستطيعون استشارة طبيب أو سؤال أهلهم لعدم وجود مساحة حوار مع الأهل تسمح بهذه الأحاديث الدقيقة، وقد يصاب بعضهم بتوتر نفسي ، إننا جميعاً نتحمل ذنب هؤلاء الأطفال بداية من الأهل وأنا كمتخصصة والإعلام أيضاً ، فلماذا لا نوعي أطفالنا وأبنائنا ليعيشوا حياة سليمة . إذا كنا نعتقد أن أولادنا حتى هذا السن لا يعلمون ما هي العادة السرية نكون واهمين ، يجب أن نكون أكثر واقعية ف 99% من الأولاد بل 100% يمارسون العادة السرية ، بل إنني اندهشت مؤخراً من كم البنات الممارسات للعادة السرية ، وفي الحالات التي أطرحها من خلال برنامجي أو الحلقات التي أكون ضيفة فيها لا آتي بها من دماغي بل من حالات صادفتها ومن مشاكل أرسلت إلي عبر البريد الإلكتروني ، فكمية التفاصيل التي تطرأ على تفكير البنات كثيرة مختلفة عن أجيال سابقة ، وهناك منهم شاذات جنسياً . غيبوبة الأهل وكانت الدكتورة هبة قطب دقت ناقوس الخطر بسبب الجهل الجنسي وعدم توعية الأبناء وتثقيفهم جنسياً في حوار سابق مع "لهنّ" وقالت : إن المشكلة الحقيقية أن أولياء الأمور يتعاملون بثقة عالية مع أولادهم في نقطة الجنس ، فهم مؤمنون أن أولادهم لا يفهمون شيء عن الجنس ولا يهتمون به ، والأخطر من ذلك التباسط الموجود في بعض القرى ، وأطراف القاهرة فكثير من الأخوات ينمن بجوار بعض في السرير ويدخلون الحمام سوياً ، والأهل في غيبوبة طمأنينة لكن هذا ليس صحيحاً ويفتح مجالات كثيرة للممارسات غير المشروعة . أنا دائماً أقول يا جماعة إذا جلس أحدكم معي في العيادة لمدة يومين أو اطلع على بريدي الإلكتروني سيرى ما يشيب له الجنين في بطن أمه . ومن إحدى الأمثلة أن زوجة حضرت إليّ في العيادة وقالت لي : "أنا زوجي يجعلني أدخل غرف الشات الجنسية وأتعرف على رجال آخرون حتى يثار جنسياً ، حتى فوجئت به يقول لي المرة القادمة سأجلب لكِ رجلاً تمارسين معه" . لذا أفضل أن تتفتح عيون الشباب على المعلومات الصحيحة من أجل القضاء أو الحد من هذه الممارسات غير المشروعة. وأفادت أن المعارضين لتدريس الثقافة الجنسية في المدارس ، ناس غير مستوعبة معنى الثقافة الجنسية ، فهم غير مدركين أننا عندما نقول لطفل ما قبل المدرسة "لا يصح أن يلعب أحد في ملابسك ، أو يدخل معك الحمام" أن هذه ثقافة جنسية ، عندما نشرح للأولاد والبنات مراحل البلوغ وما يطرأ على أجسامك من تغيرات تكون هذه أيضاً ثقافة جنسية ، إذاً المسألة خاضعة تماماً إلى قيود وإطارات تربوية ودينية وعلمية ، لكلنها للأسف غير واضحة للناس