قال الدكتور حمدنا الله مصطفى، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن الصراعات القبلية والدينية الداخلية فى السودان سبب رئيسى فى اندلاع الأزمات بين السودانيين، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تنفذ مخططا سريا فى دارفور. ووفقاً ل"اليوم السابع المصرية" أضاف فى كلمته أمام ندوة "السودان بين الوحدة والتمزق" التى عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور جمال شقرة مدير المركز، أن القبلية والطائفية أحد أهم الأسباب التى يعانى منها السودان، مؤكدا أن الطرق الصوفية ساهمت بشكل كبير فى زيادة حدة الخلافات بين السودانيين، نظرا لتناطح تلك الطرق وأشهرها الطريقة الخاتمية والمرغانية اللتين ظهرتا فى شرق السودان، مشددا على أن الطائفية تلعب دورا أخطر من القبلية فى تدهور السودان. وكشف حمدنا الله أن أمريكا تنفذ أجندة سرية لمد خط أنابيب لنقل البترول يبدأ من الخليج وبالتحديد من العراق ويمر عبر البحر الأحمر ومنه إلى السودان، وبالتحديد فى دارفور ومنه إلى تشاد ثم إلى المغرب وبالتالى ينطلق إلى أوروبا، مشيرا إلى أن أمريكا تنفذ هذه الأجندة بدقة وهدوء والأيام المقبلة ستعلن عنها. وأوضح أن أمريكا طلبت من إسرائيل عدم الظهور فى القضية السودانية خلال هذه الفترة لحين الانتهاء من مخططها حتى لا يثار العرب ضدها، مضيفا أن واشنطن أعلنت صراحة إنهاء الوجود العربى فى دارفور، ولوحت لجيش الحركة الشعبية بحماية تلك المنطقة، ووعدت القبائل الدارفورية بأن الرخاء سيعم فى إقليمهم وستتحول دارفور إلى جنة على غرار دبى. وتابع حمدنا الله أن خروج مصر من منطقة القرن الأفريقى هو الذى أدى بأمريكا التغلغل فى هذه المنطقة، وقال: منذ أن خرجت مصر أو أخرجت من الشام والجزيرة العربية وأفريقيا اندلعت المشاكل فى الشرق الأوسط بأكمله لن الحكم المصرى فى أى مكان كان يقيم العدالة. وعن التوغل الصينى فى السودان قال حمدنا الله إن الصين تغلغلت فى السودان وأفريقيا ومصر أيضا بسبب الحرب الباردة التى تدور بينها وبين أمريكا. وفيما يتعلق بقرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص باعتقال البشير قال حمدنا الله: بهذا القرار أصبح البشير محاصرا لأن هناك 111 دولة عضوة فى المحكمة تقف ضد السودان، منها دول أوروبية لها ديون لدى السودان تبلغ 34 مليار دولار، بالإضافة إلى أن القرار تم تدويله من قبل أمريكا التى أصدرت القرار من مجلس الأمن الدولى. وتطرق حمدنا الله إلى استفتاء يناير المقبل بشأن انفصال الجنوب وقال: بلا شك أن الشماليين أخطاوا فى حق الجنوبيين فى بعض المسائل لكن الأوروبيين أججوا نار الفتنة بين أبناء السودان، مؤكد عدم تأثر علاقة السودان بمصر فى حالة الانفصال لأن الجنوبيين علاقتهم قوية بمصر.