يؤكد الدكتور محمد عمارة في كتابه "الغارة الجديدة على الإسلام" الصادر عن شركة نهضة مصر للطباعة والنشر، أن تعاملنا مع الغرب يستلزم استدعاء نصوصه التي تقرأنا كعرب ، ويشير إلى الهجمة المدروسة المخططة التي يواجهها الإسلام، من خلال تبيينه أن قساوسة التنصير في مؤتمر "كولورادو"، انطلقوا من النظرة النقدية لتاريخ التنصير من حيث أساليبه وآلياته، مع الإصرار على أهدافه، ليصلوا إلى خلاصة منهجية في مساقات العمل المستقبلي، مفادها: "إنهم كانوا يجابهون الإسلام، فعجزوا عن مغالبته، وأن عليهم أن يخترقوه ليقوضوه من داخله، فالتنصير يجب أن يتم من خلال القرآن الكريم، وليس بالتهجم عليه، ومن خلال الثقافة الإسلامية والعادات والتقاليد الإسلامية، وليس من خلال تجاوزها، فضلاً عن احتقارها". وبحسب قراءة منشورة بصحيفة "البيان" ينقلنا المؤلف في الفصل الثالث إلى شعارٍ رفعه قساوسة التنصير الذين اجتمعوا في مؤتمر "كولورادو"، وهو أتى حرفيا في نص كلماتهم: "لنعمل، ليس فقط على خلق فهم أفضل للإسلام ، والتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصرين من أجل اختراق الإسلام" . ويرى المؤلف ان الثغرات التي ينفذون منها بعضها داخلية: "وتكون بين المسلمين سواء مذهبية، أم قومية، أم عرقية، أم طبقية، أم معرفية، إلخ"، وثغرات خارجية، "ثغرة التقليد" و"الأفكار العلمانية" و"التغيرات الاجتماعية" وغيرها الكثير.