في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام، خرجت صحيفتا "أوان" الكويتية و"الوقت" البحرينية من السباق الإخباري، "لأسباب اقتصادية قاهرة". فبعد 5 سنوات من صدور عددها الأول، تصدّرت الصفحة الأولى ل"الوقت البحرينية" رسالة لقرّائها بعنوان "شكراً ووداعاً"، شرحت فيها الأسباب القاهرة التي دفعتها للتوقف عن الصدور، إلى جانب القرار الصادر عن مجلس إدارة "دار الوقت للإعلام" القاضي بتصفية الصحيفة بعد العجز عن تأمين تمويل لها أو مشتر. ولمّحت الصحيفة، في بيانها الوداعي، لتعرضها إلى "حصار إعلامي وإعلاني"، "لكن لا أحد يبدو في هذا البلد أو الوطن يريد أن تستمر جريدة وطنية مستقلة مهنية" وفق ما قالت. وتابعت "كنا نأمل أن تستمر الجريدة رغم إجراءات التقشف التي اتخذناها، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية لم توفر حتى كبرى الصحف العالمية من مواجهتها.. البعض أغلق صفحاته.. والبعض سرح موظفيه وقلل من عدد صفحاته وألوانه.. والبعض اكتفى بالوجود على المواقع الإلكترونية. هذا ما حدث في الدول الكبيرة والعريقة والغنية فما بالك بما تواجهه الصحافة في دولة مثل البحرين ذات السوق الصغيرة توزيعاً وإعلاناً والمنافسة شديدة بين 9 صحف يومية، وفي ظل سوق إعلانية محدودة لا تتجاوز الإعلانات في أفضل صحفها 6% بينما تصل نسبتها في الدول المجاورة إلى 60 %". وبعد شكر "المساهمين ال61" الذين استثمروا في الصحيفة، ولكن من دون التمكن من إطالة حياتها، ختمت "الوقت" بالقول: "لا وقف للصحافة في البحرين ولا عزاء. شكراً أيها القراء الأعزاء.. ووداعاً". آخر "أوان" وداع مشابه تصدّر صحيفة "أوان" الكويتية، بعد أقل من 3 أعوام من طبع أولى صفحاتها عن شركة "حوار الإعلام". "في هذا الأوان"، كتب رئيس تحريرها محمد الرميحي "وقفة وداع" ختامية، عزا فيها التوقف للأسباب المالية، مشيراً إلى أن الصحيفة حاولت تقديم "عمل إعلامي مهني ومتوازن لخدمة شعبنا ومصالحه.. واليوم لا ضرر ولا ضرار". وبعد شكر العاملين في الصحيفة، وقرائها، طلب الرميحي "تفهّم الظروف القاهرة التي جعلتنا نتوقف عن النشر"، خاتماً زاوية بعبارة "وداعاً أيها الأحباب". وتسللت كلمات الوداع إلى الصفحات الداخلية للصحيفة، متوزعة على زوايا الآراء فيها، فاعتبر الكاتب مطلق مساعد العجمي أن توقف الصحيفة عن الصدور "حدث مؤلم لكل من عمل فيها، ولكل من ارتبط بقراءتها كل يوم"، منذ صدور عددها الأول في 18-11-2007. وكان سبقه الكاتب علي الزعبي في "نعي" قلب الصحيفة، "الذي كتب الله له عدم التنفس مرة أخرى في عالم الرأي والصحافة"، مستدركاً "لكن، هذه هي الحياة.. نجاحات مرات.. وإخفاقات مرات.. والأهم أن يتعلم الإنسان منها حتى يكون أكثر قوة في المستقبل". أما راشد العيد فتحدث عن "انتقال المعركة إلى موقع آخر"، بعد فشل محاولات الحفاظ على استمرارية الصحيفة. وبتوقف صدور "أوان"، تبقى 14 صحيفة يومية في الكويت، علماً أن صحيفة يومية ثانية سبق أن توقفت عن الصدور العام الماضي بسبب الأزمة المالية، وكانت تحمل اسم "الصوت".