أظهر تقرير أمني أن إجمالي ما يضبط من تهريب المخدرات إلى داخل السعودية تتجاوز نسبته 60 بالمائة من إجمالي ما يهرب أي دخول 40 بالمائة منها داخل البلاد موضحاً أنه بعد أن تم "ضرب فلول الإرهاب والقضاء عليه ظهر بجلاء لمراقبي المخدرات الصلات المرتبطة بين الإرهاب والمخدرات أنهما وجهان لعملة واحدة". وأفاد مدير مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية عبد الله الجميل خلال جلسات الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات أمس الأربعاء أن المملكة بادرت في المكافحة من دول المنشأ، وإذا لم تستطع اكتشافها، فلديها دول الترانزيت، وكذلك خطوط الدفاع الأولى عبر حدود المملكة المتمثلة في حرس الحدود والجمارك. وذلك وفقاً لصحيفة "الاقتصادية" اليوم الخميس. وأوضح الجميل ورود المديرية 1019 بلاغاً لقضايا غسل الأموال في العام 2008، موضحة ارتباطها بقضايا تهريب وترويج المخدرات، مشيراً إلى إدانة 129 شخصاً في قضايا غسل أموال خلال السنوات الخمس الماضية لها ارتباط بالمخدرات. وذكر الجميل قصة بداية نشاط جهاز مكافحة المخدرات في السعودية وبداية ظهور المخدرات خلال ال50 عاماً الماضية، وقسمها إلى ثلاثة مراحل، والتي بدأها بالعام 1380ه (1960) وحتى العام 1400ه (1979)، وهي السنوات ال20 الأولى، مشيراً إلى أنها مرحلة تمثل ندرة المخدرات فيها ولا يكاد يكون معروفاً في هذه المرحلة إلا أقراص الإمفيتامين "الكبتاجون" المعروف محلياً باسم "أبو ملفط" وكان تعاطيها من قبل سائقي الشاحنات، وقائدي سيارات الأجرة على الطرق الطويلة "وبعض الطلبة" وبشكل نادر، وكانت أقسام مكافحة المخدرات في المدن الرئيسية فقط ونشاطها محدود لمحدودية تعاطي المخدرات. ووفقاً للصحيفة السعودية، فقد أوضح الجميل أن أقراص الإمفيتامين كانت في هذه الحقبة الزمنية تصنع في دول تباع فيها بوصفة طبية حتى تم لاحقاً منع تداولها أو تعاطيها دولياً. أما المرحلة الثانية وفقاً للجميل، فقد بدأت من العام 1400ه (1980) وحتى 1415ه (1994) مع الطفرات المعيشية المتعاقبة بهذه المرحلة دخلت أنواع أخرى من المخدرات للمملكة مع العمالة الوافدة للعمل أو الزيارة وكذلك مع بعض المعتمرين والحجاج وبدأت بالانتشار بين أوساط الشباب وبدايةً كان الحشيش "اللبناني" المنتج في منطقة البقاع اللبنانية الذي استمر لسنوات ثم تلا ذلك الحشيش الأفغاني وكذلك الهيروين الذي كان يهرب مع العمالة الباكستانية وكذلك أقراص السيكونال "الحمراء" عن طريق المعتمرين والحجاج الأفارقة خاصةً من نيجيريا وتشاد وكذلك تهريبه عبر بلدان أخرى كاليمن التي أيضاً يهرب منها ومن جنوب المملكة "القات" المنتشر فيها. ووفقاً لصحيفة "الاقتصادية"، أضاف الجميل قائلاً، استمر تهريب أقراص السيكونال للمملكة منذ بداية الثمانينيات حتى مشارف التسعينيات حيث قضي عليها نهائياً، أما الهيروين والحشيش، فقد استمر تهريبه إلى المملكة إلى أن انقطع نهاية الثمانينيات. وأوضح الجميل تواريخ مفصلية في كل مرحلة حيث تم إعادة ارتباط إدارة مكافحة المخدرات بمدير الأمن العام، وفي العام 1407ه (1986) صدر أمر بتطبيق عقوبة القتل تعزيراً بمهربي المخدرات ومكرري الترويج الذين تثبت عليهم قضية الترويج الأولى بناءً على ما تم رفعه من هيئة كبار العلماء في المملكة، كما صدرت التوجيهات بافتتاح مجمعات الأمل للصحة النفسية وعلاج مدمني المخدرات في المناطق الرئيسية الثلاث في العام 1407ه ، وباشرت في الرياض والمنطقة الشرقية ومنطقة مكةالمكرمة، مؤكداً أنه بسبب هذين الأمرين توقف تهريب المخدرات إلى المملكة بشكل كبير لمدة ثلاث سنوات حتى العام 1990م، حيث كانت عصابات التهريب متخوفة من التطبيق مما أدى إلى انقطاع المخدرات ولجوء متعاطيها للمستشفيات. وقال الجميل، "خلال هذه المرحلة ازداد افتتاح فروع للمكافحة في المدن الرئيسية والمتوسطة في المملكة وتغطية المنافذ الرئيسية للمملكة بمكاتب لمكافحة المخدرات". وذكر الجميل، إنه من العام 1415ه (1994) إلى العام 1431ه (2009) كانت المرحلة الثالثة، معتبراً أنها المرحلة الصاعدة للنجاحات والمميزة في القياسات إقليمياً ودولياً على كافة المحاور والأصعدة الإدارية والميدانية. وأشار الجميل أنه بعد حرب الخليج، وتحديداً العام 1990 أي قبل نهاية المرحلة الثانية نشطت قضايا التهريب للمملكة بعد فتور وهدوء لمدة ثلاثة أعوام وبطريقة مختلفة وبتكتيكات مغايرة عما كان في الثمانينيات، واستخدم مهربو المخدرات كافة الأساليب والوسائل للوصول إلى أهدافهم مستغلين كثرة منافذ المملكة وطول حدودها واتساع رقعتها الجغرافية حيث يبلغ طول حدودها أكثر من 8.5 ألف كيلو متر مشتركة مع 13 دولة ومنافذ بحرية وجوية واستغلال مواسم الحج والعمرة والعمالة الوافدة وضعاف الأنفس من المواطنين السعوديين بالتهريب واستمر التهريب حتى بلغ ذروته العام 2003 بسبب ازدياد زراعة المخدرات الطبيعية في العالم وبالذات في أفغانستان. وقال الجميل، شجّع على انتشار المخدرات كثرة الحروب في المنطقة وانفلات الأمن في بعض الدول وازدياد التبادل التجاري بين دول المنطقة بتسارع كبير أُستغل من قبل عصابات التهريب.