يقدم معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي مجموعة من الكتب الهامة وهي تتحدث عن سير بعض الشخصيات النادرة بفطنتها أو بفكاهيتها أو حكمتها من الزمن الماضي بطريقة تجمع بين القصة والمعلومة والسيرة والتوثيق إلا أنه هذه المرة لم يتحدث عن دول اسكندنافية أو أوربية بل اختار أناسا عاش وترعرع بينهم في مدينة ( بريدة ) :- وكتبه التي ستدشن في معرض الكتاب بالرياض جاءت لتكون سيرة ذاتيه لأهالي بريدة ولكن بطريقة غريبة وذكية هي : 1- مشاهد من بريدة قبل 75 سنة . وهو كتاب توثيقي هام يحكي تصويراً دقيقاً لمدينة بريدة قبل تلك القفزة العمرانية الهائلة التي تشهدها تبعاً للتغيرات والتحولات التي لحقت بها . هذا وإن غالب وصفه لتلك البيوتات إنما هو لداره وجيرانه ومسجد حارته أو ما يعرف عند العامة " شمالي بريدة"، إلا أن الشيخ قام بوصف دقيق لتلك البيوتات آنذاك والحالة الاجتماعية للناس وحكى طرائفهم ونكتهم التي يتداولونها في سرد حكواتي جميل، وهو منهج أحسبه يعد تأليفياً مبتكراً عندما اعتمد أسلوب حياته وطريقه في السير في طرق بريدة سبيلاً للتأريخ لأحداثها ورجالها ومعالمها مما قد لايتسنى إدراجه في كتاب آخر، وإنني أتمنى أن يسنَّ معاليه بذلك سنة تأليفية حميدة لكبار العلم والسن والقدر في بلادنا وفي البلاد العربية والإسلامية ليقصّوا لنا حكايا مدنهم وقراهم ليتكون بذلك إرث تاريخي وثقافي واجتماعي مهم. 2- أخبار الملا ابن سيف :- وهو الكاتب الموثق المعروف عبدالمحسن بن محمد السيف المولود في بريدة سنة 1215ه والمتوفى بها سنة 1294ه والذي كان أحد الكتبة المعروفين إضافة إلى أنه قد قام بتدوين تاريخ أسرته التي عرفت بالكتابة والتوثيق والتعليم مدة تجاوزت مائة عام. 3- أخبار قني :- عبدالكريم بن عثمان آل عبيد المولود في بريدة سنة 1271ه والمتوفى سنة 1359ه وهو أحد القافة الدهاة الأذكياء المعروفين استطاع بما وهبه الله من فراسة ومعرفة أن يسجل نفسه أحد أبرز الشخصيات للقرن الماضي حتى عدت قصصه ومواقفه أشبه بالأساطير. فقام العلاّمة محمد العبودي بجمعها وتدوينها وصياغتها والتثبت منها وصدر الكتاب بعدد من الوثائق الهامة لأسرته وشخصه جعلت من الكتاب مصدراً تاريخياً واجتماعياً هاماً. 4- أخبار مطوع اللسيب: الشيخ عبدالكريم بن عودة المحيميد 1270ه-1346 ه وهو كذلك شخصية اجتماعية بارزة والذي كان له طرائف وقصص ونكت متداولة تنبئ عن سرعة البديهة وحسن التصرف وجمال المنطق ولطفه وظرافته.