دعا الدكتور يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين)، أثناء زيارته لجنوب إفريقيا، لإتاحة الفرصة للمرأة المسلمة للمشاركة في الحياة العامة وعمارة المساجد وحضور المحاضرات والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. وبحسب صحيفة "الشروق" المصرية، أوضح القرضاوي: "لو كان الإمام أبو حنيفة حيًّا لسمح للمرأة أن تذهب إلى المدرسة والجامعة والسوق، وأن تذهب إلى المسجد لتتعلم دينها". واستجاب مجلس القضاء الإسلامي في المحاضرات التي ألقيت في مدينة "كيب تاون" لتوجيهات القرضاوي فحضرت الأخوات في مسجد القدس وزينة الإسلام خلف الرجال من غير حاجز من بناء أو خشب أو قماش، كما كان الأمر على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقام موقع "القضاء الإسلامي" باستطلاع للرأي بين مسلمي جنوب إفريقيا حول تأييدهم لدعوة الشيخ القرضاوي لإتاحة الفرصة للمرأة المسلمة للحضور للمساجد واستماع المحاضرات والمشاركة في الأنشطة العامة، فحظيت بتأييد أغلبية المصوتين بنسبة 52.2%. وعاد الشيخ القرضاوي إلى الدوحة، بعد رحلة استمرت لمدة أسبوع إلى جنوب إفريقيا، شهدت زيارات لأهم معالم جنوب إفريقيا، ولقاء مع الزعيم نيلسون مانديلا، ومع علماء المسلمين وموجهيهم، وتعرف على أحوال المسلمين في الجنوب الإفريقي. وقد ألقى الشيخ عدة محاضرات عن (واجبات الأقلية المسلمة، وهي: الاعتزاز بالإسلام وحسن الفهم له، والعمل بالإسلام وحسن العمل له)، وعن (المبشرات بانتصار الإسلام)، ومحاضرة مهمة عن (تقنين الأحوال الشخصية في بلاد الأقليات المسلمة) حيث يسمح الدستور للمسلمين بالاحتكام إلى قانونهم الخاص في الأحوال الشخصية، وشكلت الحكومة لجنة من علماء المسلمين لهذا الغرض. وأشار القرضاوى إلى أهمية الاستفادة من المذاهب الإسلامية جميعًا بما فيها المذاهب الأربعة وغيرها واجتهادات الصحابة والتابعين، وعدم الاقتصار على مذهب واحد مهما بلغ اتساعه، ونبّه كذلك على أهمية الاستفادة من قوانين الأحوال الشخصية في البلاد الإسلامية خاصة مصر وسوريا، وقانون الأحوال الشخصية الموحد الذي قام عليه الدكتور مصطفى الزرقا أيام الوحدة بين البلدين، حيث تعتبر الأحوال الشخصية من أكثر جوانب الفقه حيوية لتطبيقها في كل البلاد الإسلامية، وأكد الشيخ كذلك على أهمية مراجعة القوانين كل فترة من الزمن، لتلافي ما يمكن أن يلحق بها من قصور ناتج عن كونها اختيارًا من اختيارات البشر.