تشهد جنوب إفريقيا زيادة كبيرة في أعداد الذين يعتنقون الإسلام، وقد ازدادت هذه الظاهرة عقب تنظيم كأس العالم الأخيرة العام الماضي في جنوب إفريقيا. وتشير بعض المصادر المحلية إلى أنه إذا استمرت الزيادة في أعداد المسلمين بهذه الصورة فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير الخريطة الديموغرافية لهذا البلد الذي تنتشر فيه الديانة المسيحية. وحول هذا الشأن بثت وكالة رويترز للأنباء تقريرًا أفاد أن أعداد المعتنقين للإسلام قد ارتفعت على نحو كبير، لدرجة أن بعض المراقبين وصفوه بأنه قد يغير الطابع المسيحي للدولة. وأوردت الوكالة تصريحًا لأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة كيب تاون شامل جيبي الذي ذكر أن أعداد المسلمين ارتفعت بشكل لافت للنظر، لا سيما في أوساط المواطنين السود، وقد أثبتت مكاتب الإحصاء والسكان تلك الظاهرة. ويعزو جيبي هذه الزيادات إلى أسباب متعددة منها حسن تعامل المهاجرين المسلمين الذين استقروا في جنوب إفريقيا قادمين من وسط وغرب القارة بغرض البحث عن فرص عمل ويرى أنهم هم الذين شكلوا عاملًا هامًا في زيادة أعداد المسلمين. كما يشير جيبي إلى أن الحرب على الإرهاب التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية أثارت فضولًا كبيرًا لدى المواطنين في جنوب إفريقيا للتعرف على الإسلام، وكانت سببًا لدخولهم في دين الإسلام بأعداد كبيرة. قائلًا إنه إذا استمر تصاعد أعداد المعتنقين للإسلام على النحو الحالي؛ فسيصبح جميع السود في جنوب إفريقيا مسلمين في غضون سنوات قليلة، حيث كان عدد مسلمي جنوب أفريقيا عام 1991 لا يتعدى 12 ألف نسمة، وهم الآن أكثر من 650 ألف مسلم. ويلفت جيبي إلى أن شعب جنوب إفريقيا الذي عانى كثيرًا من سياسة الفصل العنصري الذي اتبعه الاستعمار الغربي فيها ، وجد في الإسلام ملجأ ونجاة، فدخل أهله في دين الله أفواجًا، وأبلى مسلموه -على قلتهم- بلاءً حسنًا في محاربته، وكانوا من العوامل الرئيسية في زواله. وتسلط الوكالة الضوء على واقع المسلمين في جنوب إفريقيا قائلة إنهم يتمتعون بحرية كبيرة ولهم نفوذ قوي، حيث يمتلكون أكثر من 400 مسجد إلى جانب مدارسهم الخاصة كما يديرون خمس محطات إذاعية. ولا تبدي الحكومة أي انزعاج من انتشار الإسلام، ولا تقوم بأنشطة تضييق عليها، حيث سنت بعض القوانين للمسلمين حسب الشريعة الإسلامية، مثل التعديل الدستوري الذي أقرته المحكمة الدستورية بتمكين الأرامل المسلمين رجالا ونساءً من إرث الزوج بعد موته حسب أحكام الشريعة الإسلامية. وأشار التقرير إلى ما كان يعانيه المسلمون في العهد العنصري السابق الذي كان يضيق على المسلمين ولا يسمح لهم بممارسة شعائرهم بحرية، ولم تكن له علاقة مع دول العالم الإسلامي، وقد أدى ذلك إلى ذوبان الأقلية المسلمة في وسط الزحام المسيحي المنظم. ومع ذلك فقد بذلت المؤسسات الإسلامية في جنوب إفريقيا جهودًا طيبة للحفاظ على الأقلية المسلمة، فأسسوا المراكز التعليمية والدعوية، وأقاموا المؤسسات الخيرية.