قال كاتب سعودي إن ما تواتر عن مسألة زواج النبي من عائشة وهي ابنة التاسعة من عمرها غير صحيح وان النبي تزوجها وهي ابنة ال19 ربيعا، مستندا في ذلك إلى عملية حسابية. وفجر الكاتب السعودي صالح إبراهيم الطريقي جدلا واسعا في أوساط المجتمع وأروقة وزارة العدل عندما تناول قضية زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، مشيرا إلى ان هذه السن يستند إليها الكثيرون في قضية تزويج الصغيرات. وأثار الطريقي، في مقال له بجريدة "عكاظ" السعودية القضية من خلال عملية حسابية أظهر من خلالها "العمر الفعلي" لزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة، مخالفا بذلك ما تواتر إلينا. يذكر أن الطريقي اشتهر بمقالاته التي تخالف السائد من الأفكار، كما أنه كان أحد أشهر لاعبي كرة اليد في السعودية واشتهر بلقب "المطرقة". وفي ما يأتي نص المقال كما نشرته "عكاظ": "هل يعقل أن وزارة العدل إلى الآن لا تفكر بإصدار قرار يمنع زواج القاصرات؟، فالمستشار في وزارة العدل ومدير عام الإدارة العامة لمأذوني الأنكحة الشيخ محمد بن عبدالرحمن البابطين يؤكد أن الأمر ما زال يدرس بين وزارتي العدل والصحة، ثم كشف لصحيفة "عكاظ" الخميس الماضي، عن دراسة تجريها الوزارة لوضع قيود وشروط على زواج صغيرات السن. ما الذي تعنيه هذه الجملة "قيود وشروط على زواج صغيرات السن"؟ هل يعني هذا أن فكرة المنع غير واردة نهائيا، وأن كل ما في الأمر وضع شروط وقيود قبل أن يقوم مأذون الأنكحة بعقد قران تلك الطفلة على ثلاثيني أو ستيني أو ثمانيني؟ الكثير يتحجج بأن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من عائشة رضي الله عنها وعمرها 9 سنوات، حسنا دعونا نحسب الأمر بالتاريخ بين بنات أبي بكر رضي الله عنه؟ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أكبر من عائشة رضي الله عنها بعشر سنوات، توفيت عام 73ه عن عمر يناهز المائة عام، فيما عائشة توفيت عام 57ه. لنفترض أن أسماء هي من توفيت عام 57ه، هذا يعني أن عمرها سيكون 84 عاما، أي عائشة كان عمرها حين توفيت 74 عاما، ودخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم عام 2 للهجرة، الآن لنحذف 55 عاما من عمر عائشة رضي الله عنها، سيكون عمرها عند دخوله عليها 19 عاما. هذه تواريخ مدونة في أغلب كتب التاريخ تتحدث فيها عن عمر أسماء وعائشة رضي الله عنهما، والأرقام تدحض مقولة إن سيد الخلق صاحب الرسالة الخالدة تزوج من عائشة وعمرها 9 سنوات. ثمة دليل آخر يلغي فكرة زواجه من طفلة، فالرسول صلى الله عليه وسلم وفي ريعان شبابه ارتبط بأم المؤمنين خديجة رضى الله عنها، التي تكبره بخمسة عشر عاما، ولم يبحث عن فتاة شابة وصغيرة ليجدد فراشه كما يردد أولئك الذين يريدون شرعنة اغتصاب الأطفال. خلاصة ما أريد قوله: علينا أن نعيد النظر في كل ما كتب بالتاريخ، ونحاول ربطه بعضه ببعض، ربما سنكتشف أن هناك من أراد إدخال عادات وتقاليد بالية للدين، لا لشيء إلا ليشرعن هذه العادة. علينا أيضا أن نسأل أنفسنا ما مفهوم الاغتصاب والتحرش بالأطفال؟ هل يعني أن يمارس رجل أو ثمانيني الجنس مع طفلة دون موافقة والدها، أم هو وإن وافق ولي أمرها، يظل اغتصابا وانتهاكا لإنسانية الأطفال؟".