تردد مستشرق ألماني في إرجاع معاداة الغرب من قبل بعض المسلمين إلى مظالم الغرب، وقال الألماني إكيهارت شولتس ردا على سؤال " وجهته له جريدة الوطن" حول ما إذا كان التشدد سمة طبيعية في المجتمعات الإسلامية أو ردة فعل على المظالم التي عاناها من الغرب؟: يمكن القول إن الثورات المعادية للغرب في العالم الإسلامي هي ردة فعل على مظالم الغرب ، لكن هذه مسألة لها علاقة بسياقها التاريخي، فقد حدث نفس الشيء في الغرب ضد الإسلام أي قامت ثورات ضد السيطرة الإسلامية. وتابع شولتس خلال محاضرته في اثنينية عبد المقصود خوجة يجب أن نعترف بأننا نعيش اليوم حالة من الظلم إلى حد ما ، وهذه مسألة تتعلق بموازين القوى، وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هناك واقع مؤلم والكثير من الظلم، لكن من يعرف ماالذي سيحدث بعد 100 عام، يمكن أن تنقلب الصورة. وعن الاستشراق الألماني قال شولتس: نحن نقف أمام تحديين إما أن نواصل عملنا التقليدي، أو ربط البحث العلمي بالمتطلبات الحديثة، مثل معالجة قضية الإرهاب، والعلاقة مع حركات التحرر، لأن هناك فرقا بين الأعمال الإرهابية وحركات التحرر، وعلينا أن نشرح لحكوماتنا وشعوبنا ما يحدث في العالم الإسلامي، ليس عن طريق تأليف الكتب، لأن تأثيرها محدود، بل بالانخراط في النقاش حول الظواهر العالمية كالإرهاب وحقوق الإنسان والشمولية والقانون ونشر الديموقراطية، مضيفاً: في هذه الأمور يجب أن نكون مرنين جداً مبتعدين عن التقييم، وهذا يسبب لنا مشاكل على مستوى التمويل، فحين تطرح رأياً لا يعجب الممولين يمتنعون عن تمويلك، وهذه معضلة نبحث عن حل لها، فنحن ليس لدينا موارد في معهد الدراسات الشرقية إلا ما تقدمه الحكومة والمتبرعون، موضحاً أن السنوات الماضية شهدت تحولاً في بيئة عمل المستشرقين، حيث استشعروا الحاجة إليهم أمام انتشار التطرف والإرهاب، ولذلك هم يعملون إلى جانب عملهم الأساسي في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالثقافة الإسلامية والعربية، ومحاورة وسائل الإعلام، لأنهم يستشعرون واجبهم تجاه إعطاء فهم صحيح لما يحدث في العالم، وأوضح أن المستشرقين واقعون بين نارين، نار الحكومات التي تتهمهم بالتعاطف مع الإرهاب ونار المتطرفين التي تتهمهم بالتآمر مع الحكومات، والحقيقة أننا في هذه المسألة نحن مع الاعتدال والوسطية، لكننا نقدم تفسيراتنا بشكل موضوعي حتى لا نخدع أحداً. لكن هذا لا يرضي الطرفين.