لم يكن في حسبان الدفاع المدني حين قام ظهر أمس بعملية إنقاذ أحد المواطنين من عملية انتحار فاشلة أن التحريات ستكشف لاحقا أن المحقق معه صاحب عقلية ابتكارية وسبق أن حصل على برءاة اختراع في مجال الطوارئ والإسعاف، ومثل المملكة في مناسبات خارجية. ووفقا لجريدة الوطن الصادرة صباح اليوم: وقف محققو شرطة جنوبالدمام مندهشين وهم يستمعون لإفادة الأربعيني الذي سبق أن حصل عام 2004 على الميدالية الفضية من كوريا الجنوبية في ابتكاره آلية جديدة لنقل المصابين وتحريرهم من الحوادث الجسيمة دون لمس أطرافهم وهو الابتكار الذي أهله سابقاً للحصول على المركز الثاني عام 2001 بمهرجان الاختراعات السعودية بمحافظة جدة. المبتكر الذي ولد في 1385ه بدولة الكويت ويحمل شهادة الثانوية وشهادة متقدمة في الطوارئ ويعول عائلة مكونة من ثمانية أشخاص كان موظفاً بالعقد في أحد المستشفيات التخصصية الكبرى في المملكة، تم إنهاء عقده بعد أن كشف لوسائل الإعلام عن صرف المستشفى أدوية للمرضى منتهية الصلاحية. المبتكر الذي شرع في محاولة انتحار فاشلة، التقت به "الوطن" بعد التحفظ عليه في شرطة جنوبالدمام لإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معه حيال محاولته الفاشلة، حيث قال إن ما دعاه إلى القيام بذلك هو عدم مقدرته على تحمل ظروف الحياة المعيشية بعد أن وقف حائراً أمام تأمين مستلزمات أسرته، وأخيراً ما طلبته منه ابنته من احتياجات دراسية مساء يوم الحادثة. ويشير المواطن إلى أنه لم يعرف النوم منذ عدة أيام، وأنه أقدم على الانتحار بعد أن يئس من الحياة، وعقب أن أصبح هو وأسرته عالة على المجتمع وتكالبت عليه الديون. وكشف المواطن عما وجده من دعم وإشادة وحافز من قبل أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد عندما التقى به قبل ستة أعوام وعرض عليه الاختراع حيث تلقى خطابا من أمير المنطقة وموجها لوزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع يحمل في طياته مطالبة وزارة الصحة بدعم المخترع والاختراع إلا أن هذا الأمر سرعان ما تبخر عقب طرقه أبواب المسؤولين في الوزارة. كما كشف عن لجوئه إلى جمعية عنك الخيرية منذ شهرين بعد أن عجز عن تأمين حياة أسرته حيث لم يتم صرف أي معونات له حتى الوقت الحالي وتأكيدات العاملين فيه له بأن ملف أسرته لا يزال قيد الدراسة. وكان قد صعد المواطن إلى الدور الرابع لأحد الأبراج بالدمام قيد الإنشاء محاولاً الانتحار إما بواسطة السكين الذي بيده أو بإلقاء نفسه من أعلى البرج. حيث هرعت فرق الدفاع المدني وفرق الإسعاف إلى موقع البلاغ عقب تلقيها بلاغاً من المواطنين، وعملت على تهدئة المواطن والتعامل مع الموقف حسب ما يقتضيه. ونجح مدير الدفاع المدني في مدينة الدمام العميد سعيد بن يحيى الغامدي وعدد من الضباط والأفراد في السيطرة على الموقف حيث تم تسليمه إلى شرطة الدمام. وشهد الموقع تجمهر فضوليين استدعى تدخل دوريات الأمن والمرور في تفريق المتجمهرين وفك الاختناقات المرورية في وقت وجيز. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني أن المواطن صعد فوق برج بالقرب من كورنيش الدمام وهو يحمل سكيناً. وأضاف أنه طلب من المتجمهرين تلبية رغباته حيث إنه يعاني من كثرة الديون. وأكد القحطاني أن بلاغاً ورد للعمليات بوجود مواطن يحاول الانتحار، وعلى أثره قامت الجهات الأمنية بالتوجه للموقع لمباشرة الحالة مع وجود فرقة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني ووحدة السلالم. ومن جهة أخرى أكد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن المواطن حاول القفز من الدور الثالث في عمارة مكونة من 13 طابقا في حي البديع بالقرب من كورنيش الدمام إلا أن جهود رجال الدفاع المدني ومحاولة إقناع المواطن بالعدول عن القفز واستخدام الآلة الحادة والحبل الذي كانا معه نجحت وتم إنزاله وسلم لشرطة الدمام بحكم الاختصاص.