نجح محام سعودي في التوصل إلى «تسوية» مع صحيفة دنماركية أعلنت بموجبها اعتذارها عما سببته من إساءة إلى المسلمين بنشرها رسوماً كاريكاتيرية مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وذكرت صحيفة «بوليتيكن» أمس (الجمعة) أنها توصلت إلى تسوية مع المحامي السعودي فيصل يماني، لكنها قالت إنها لم تتخل عن حقها في نشر تلك الرسوم، ولم تعتذر عن نشرها، وإنما تعتذر عما لحق بالمسلمين من إهانة من جراء النشر. وقال يماني: «إنها تسوية جيدة. من الخطأ الحديث عن منتصر. لقد وصل كلا الطرفين إلى نقطة فهم خلفية ما حدث. إن صحيفة «بوليتيكن» شجاعة لما قدمته من اعتذار». وذكرت الصحيفة أنها أول صحيفة دنماركية تقدم على الاعتذار عن الرسوم المسيئة التي نشرتها في عام 2008. وأوضحت أن التسوية المذكورة تم التوصل إليها مع ثماني منظمات تمثل 94923 من أحفاد أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. واعتبر رئيس تحرير الصحيفة توجر سيدنيفادن - عقب اجتماع مع المحامي يماني - أن التسوية تدل على أن الحوار هو الطريق السليم إلى الأمام. وقال إنها تدل على أن العلاقات بين الصحيفة الدنماركية ومسلمي العالم يمكن تحسينها. بيد أن القوى السياسية الدنماركية شنت هجوماً قاسياً على التسوية، واعتبرت أن «بوليتيكن» تنازلت عن حقها في ممارسة حرية التعبير. وشذ عن ذلك الزعيم السابق لليبراليين وزير الخارجية السابق أوفي ايلمان جنسن الذي رأى في الخطوة توجهاً للوصول إلى «تفاهم مشترك في عالم مليء بالنزاعات». وقالت «بوليتيكن» في افتتاحيتها أمس: «لم يكن قصدنا على الإطلاق الإساءة إلى أي شخص. تلك الرسوم الكاريكاتيرية قانونية طبقاً للقانون الدنماركي، ولم نُعد نشرها إلا في سياق تغطيتنا للأخبار. لكن ذلك لا يغير الحقيقة المتمثلة في أن إعادة نشرنا لها في شباط (فبراير) 2008 اعتُبر جزءاً من إساءة مجددة واستفزازاً أدى مرة أخرى إلى الغضب في أرجاء كبيرة من العالم».