منذ أن شد وزير العمل السعودي غازي القصيبي الرحال للعلاج خارج المملكة، وهو يبعث بين الفينة والأخرى رسائل شعرية إلى الشيخ الدكتور سلمان العودة، تخفف عنه وطأة الألم ولوعة الحنين إلى الوطن، ما يوحي بأن العلاقة بين الخصمين في السابق التحمت حتى وصلت إلى درجة «الأَخِلاّء». إلا أن مرتادي موقع «الإسلام اليوم» الذي يشرف عليه الشيخ العودة يعيدون فتح الملفات السابقة، ويثيرون نقع العودة «في وجه العاصفة» وينكأون جراح القصيبي في «حتى لا تكون فتنة». وطبقا لصحيفة " الحياة " فقد قطع العودة الطريق على من يريد أن يعيده إلى صولاته وجولاته إبان «حرب الخليج الثانية»، فعارض قصيدة القصيبي التي خص بها قبل أيام موقع «الإسلام اليوم»: لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا// الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ// تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا// كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ، بقصيدة أخرى خاطب فيها القصيبي قائلاً: ضِيَاءُ عَيْنَيْكَ عبر الحرف ينسابُ//تَئِنُّ من حُزْنه المكظوم أهدابُ// ساعاتُ صفوٍ أَلَمَّتْ والهَوَى قَدَرٌ// كأنها من عَبِيرِ الوَصْلِ تَسْكَابُ). ووصل الحال ببعض مرتادي الموقع ممن لا يتفقون مع القصيبي إلى القول بأن «جودة» قصيدته «ضعيفة»، وأن توبته «مشكوك فيها». وحدا ذلك بالمسؤولين في الموقع إلى حذف مثل هذه التعليقات، وفقاً لما ذكره أحدهم ل«الحياة». فيما ذكَّر آخرون بأيام «الصحوة» للعودة، وموقفه مع المختلفين منهجياً معه. فيما عارض آخرون القصيدة بنفس «حانق» على القصيبي، بيد أن عدد الداعين له بالشفاء والمنتظرين عودته أكثر، إذ أعرب أحدهم عن ضيقه من توغل رواد الموقع في نبش الماضي، والنظر بعين «سوداوية» لا قلوب «إنسانية».