ينتظر السعوديان منصور التيماني وفاطمة اللذان اشتهرا إعلاميا ب"طليقا النسب"، بفارغ الصبر الفصل الأخير والنهاية السعيدة في قضيتهما بلم شمل الأسر الممزقة بين الرياضوالدمام. وأكد قاضي المحكمة العامة في الجوف أن ملف قضية "تكافؤ النسب" وصلت إلى محطتها الأخير لدى إمارة منطقة الجوف بانتظار الحصول على التوجيهات اللازمة لآلية تنفيذ حكم "لم شمل" الزوج وطفلته نهي المقيمان في الرياض والزوجة وطفلها سليمان اللذان يقيمان في دار الحضانة الاجتماعية في الدمام. وقال الزوج منصور "إن المحكمة أبلغتني بوصول ملف القضية إلى المحطة الأخيرة، وهي إمارة منطقة الجوف"، لافتاً إلى تأكيدها عليه بضرورة الحضور، "من أجل إعطائي التوجيهات اللازمة، حول آلية تنفيذ الحكم، وطريقة تسلمي كل من زوجتي وطفلي، من دار الحضانة الاجتماعية في الدمام". ونوه إلى قيام المحكمة بطمأنته إلى سهولة سير الإجراءات، وفق تقرير نشرته صحيفتا "الحياة" بطبعتها السعودية و"عكاظ" الخميس 4-2-2010. وكانت المحكمة العليا السعودية حسمت، بحكمها الأخير، أحد أكثر القضايا التي أثارت جدلا في الشارع السعودي في موضوع زواج عدم تكافؤ النسب، بعدما نقضت الحكم السابق بتفريق الزوجين. وقضت بإعادة لم شمل الأسرة بعد أربع سنوات من التفريق بينهما على إثر حكم من محكمة منطقة الجوف (شمال السعودية). ويقضي الحكم بتنفيذه فورا مستندا على "إصلاح ذات البين، بين الزوجة وإخوتها، ومراعاة كونها أماً لطفلين، ودرءاً للضرر عن الزوجين بلا خلاف، ولمّ الشمل بلا خلاف" . وطوال الفترة التي استمرت 4 سنوات، بقيت الزوجة فاطمة في دار الرعاية بالدمام ومنعت عنها الزيارة، ومعها ابنها الطفل ذو الثلاث سنوات ونصف السنة، في حين استلم الزوج ابنته الطفلة التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، ويعيش معها بالرياض. وكان الزوجان أنجبا في حياة والد الزوجة، ولكن عندما توفي الأخير تقدم إخوة الزوجة بقضية لمحكمة الجوف مطالبين بتفريقهما، معتبرين أن نسب الزوج غير مكافئ لنسب الزوجة، وهو الأمر الذي وجد فيه قاضي محكمة الجوف مبرراً لفسخ عقد الزواج وتفريقهما رغم تمسك الزوجين بحقهما في الحياة سويا. وشهدت فترة الحكم هروباً من الزوجين وملاحقة من أشقاء الزوجة في انتظار الاستئناف، إلا أن إخوة الزوجة كانوا قد أخفوا الحكم حتى انتهاء مدة الاستئناف، وطالبوا بها وأرادوا تزويجها، وهو الأمر الذي أجبرها على المكوث في دار الرعاية وعدم الخروج معهم رغم فقدانها ابنتها. وكان عدد من الصحف السعودية تحدثت عن المشكلات النفسية والاجتماعية التي يتوقع أن تلم بالزوجين، مشددين على ضرورة التأهيل النفسي والاجتماعي للمرأة والزوح والأطفال. وعن الموضوع نفسه أكد الطبيب النفسي الدكتور وليد الزهراني ل"العربية.نت" أن منصور وفاطمة بحاجة إلى تأهيل قبل اجتماعها، وخاصة في البداية، مبينا أنهما بحاجة إلى رعاية نفسية قوية، بعد تعرضهما لهدم علاقة زوجية ناجحة. وقال إن الزوجة فاطمة ستكون أكثر المتأثرين بهذا الانفصال خاصة وأن إخوتها هم الذين تسببوا فيه من البداية، وهي بحاجة إلى عناية نفسية خاصة، لتعود إلى حياتها مع زوجها وأطفالها بالطريقة الأسلم لصحة العائلة النفسية.