حسمت المحكمة العليا السعودية - أعلى سلطة في القضاء الشرعي المطبق في المملكة - جدلاً استمر أربعة أعوام بقرارها إسقاط حكم محكمة أدنى منها يقضي بتفريق زوجين بدعوى «عدم تكافؤ النسب». وذكر محامي الزوجين أحمد السديري ل«الحياة» صدور نقض حكم التفريق بين الزوجين منصور التيماني وفاطمة العزاز، وابنيهما نهى وسليمان، الصادر أصلاً عن محكمة «الجوف». وذكر أن قرار النقض صدر الأربعاء الماضي، ويقضي ب«تنفيذه فوراً، وإصلاح ذات البين بين الزوجة وإخوتها، ومراعاة كونها أماً لطفلين، ودرءاً للضرر عن الزوجين بلا خلاف، ولمّ الشمل بلا خلاف». وتوقع السديري أن يتم تنفيذ الحكم «فور وصوله إلى محكمة الجوف خلال اليومين المقبلين». (راجع ص8) وأشار إلى ثبوت أن الزوج ينتمي إلى «قبيلة»، وهو ما ينفي وجود «تفاوت في النسب بين الزوجين». وقال: «إن حكم الطعن جاء على خلفية ضعف الأدلة التي أسس عليها حكم الطلاق. كما أن المحكمة العليا غلّبت في حكمها مصلحة الأسرة، على أي مصلحة أخرى». وأشار إلى ما لاقته هذه القضية من «ضجة إعلامية، دعت وزيرة الخارجية الأميركية إلى مهاجمة القضاء السعودي». وأعرب السديري عن سعادته «لأن هذا الحكم يثبت أن لدينا قضاءً وعدالةً، وهذا يُلجم من يريد أن يطعن في قضائنا». وقال الزوج منصور إنه لن يصدّق النبأ «حتى أرى زوجتي وطفليَّ بقربي»، واصفاً الخبر ب«الجميل»، معبراً عن سعادته «الكبيرة» بالحكم. وقال: «انتظرنا أربعة أعوام لسماعه». وذكر أنه نقل الخبر إلى طفلته نهى التي تعيش معه. وأضاف - في اتصال هاتفي مع «الحياة» - إنها تتمنى أن تشارك أمها وأخاها هذه اللحظة. كما بدت الزوجة فاطمة غير مصدقة، «حتى أرى صورة الحكم بعيني»، لافتة إلى ما تعرضت له من «معاناة، آخرها محاولة إخراجي من دار الحضانة إلى دار الحماية الأربعاء الماضي». وقالت: «أنا عاجزة عن التفكير والتخطيط للمستقبل الآن، حتى أكون بجانب زوجي وطفلتي. وفي ذلك الوقت ربما أستيقظ مما أنا فيه»، مشيرة إلى عدم رؤيتها طفلتها منذ أربعة أعوام، معبرة عن خوفها من أن يتوقف قلبها من الفرح. وقالت: «أنا خائفة من أن يتكرر معي ما حدث عندما تم تصديق الحكم من محكمة التمييز، حتى إنني لم أخبر طفلي سليمان (أربع سنوات)، حتى يصبح الأمر واقعاً». وأضافت: «أهم ما أفكر فيه الآن أن أضم طفلتي إلى صدري، إذ افتقدتها منذ كان عمرها عامين وبضعة أشهر، ولم أرها سوى عبر الصور». ولم تسع الفرحة الطفلة نهى (ست سنوات) لأنها أخيراً ستلتقي «ماما، وتطعمني وتحممني، وتمشط لي شعري»، وإذ شرعت الفرحة تسري إلى قلب الطفلة، وأعربت ل«الحياة» عن أمنيتها بعد نقض حكم تطليق أبويها. وقالت: «سأذهب للمدرسة، وأتعلم، وأصبح طبيبة، وسأعود يومياً إلى بيتنا لأجد ماما». المحكمة العليا تنقض حكم طلاق فاطمة من منصور «لعدم تكافؤ النسب» أولى قضايا «تكافؤ النسب» تشغل الرأي العام المحلي والدولي