أسدلت المحكمة العليا في الرياض، الستار على أولى قضايا «تكافؤ النسب» في السعودية، وأكثرها جدلاً بإصدارها قراراً ، يعيد فاطمة العزاز إلى زوجها منصور التيماني، ليلتئم بذلك شمل الأسرة من جديد، بعد أربعة أعوام من الفراق، إثر صدور حكم محكمة الجوف، بالتفريق بين الزوجين، تحت ذريعة «عدم تكافؤ النسب». وفيما بدا الزوجان في اتصالين هاتفيين مع «الحياة» ظهر أمس، عاجزين عن التعبير عن فرحتهما، وغير مصدقين للخبر، كانت طفلتهما نُهى (ست سنوات)، التي تقيم مع والدها في مدينة الرياض، أكثر ثقة، وهي تتحدث، على رغم أن الفرحة لم تسعها، لأنها أخيراً ستلتقي «ماما، وتطعمني، وتمشط لي شعري». وإذ شرعت الفرحة تسري إلى قلب الطفلة، عبرت ل «الحياة»، عن أمنيتها «سأذهب إلى المدرسة، وأتعلم، وأصبح طبيبة، وسأعود يومياً إلى بيتنا، لأجد ماما هناك واحتضنها». ولم تكن نهى قد أكملت عامها الأول، حين صدر حكم تطليق أمها فاطمة، صاحبة أشهر قضية اجتماعية شغلت الرأي العام المحلي، من زوجها منصور، بدعوى «عدم تكافؤ النسب». وبعد أعوام من تشرد الأسرة، المكونة من الزوجين وطفلين، هما إضافة إلى نُهى، سليمان (أربع سنوات) الذي يتواجد مع والدته في دار الحضانة في الدمام، وتعرضهم إلى سلسلة من المشاكل والمعاناة، جاء قرار المحكمة العليا في الرياض، بلم شمل الأسرة، وعودة الزوجين، بعد إسقاط حكم التطليق. ولوهلة، رفض الزوج منصور، تصديق صدور القرار «حتى أرى زوجتي وطفلي بقربي»، واصفاً الخبر ب «الجميل». وعبر عن سعادته «الكبيرة، بصدور خبر، صبرنا أربعة أعوام في انتظار سماعه»، مبدياً عجزه عن وصف فرحته بهذا الخبر، متمنياً أن يكون «مؤكداً مئة في المئة، لأنني غير مُصدق إلى الآن». ولفت إلى أنه نقل الخبر إلى طفلته التي تعيش معه نهى. وقال إنها «تتمنى أن ترى أمها وأخيها في هذه اللحظة». الحال ذاته تكرر مع الزوجة فاطمة، التي قالت: «لن أصدق حتى أرى صورة القرار بعيني»، لافتة إلى ما تعرضت له من «معاناة»، آخرها «محاولة إخراجي من دار الحضانة إلى دار الحماية الاجتماعية، الأربعاء الماضي». وأضافت «أنا عاجزة عن التفكير والتخطيط للمستقبل الآن، حتى أكون إلى جانب زوجي وطفلتي، وفي ذلك الوقت ربما استيقظ مما أنا فيه». وأشارت فاطمة إلى أنها لم تر طفلتها منذ أربعة أعوام، معبرة عن خوفها من أن «يتوقف قلبي من الفرح حال رؤيتها. والمهم الآن هو أن أضم طفلتي إلى صدري، التي افتقدتها منذ كان عمرها عامين وبضعة أشهر، ولم أرها سوى عبر الصور». كما عبرت عن خوفها أن يتكرر معها «ما حدث أبان تصديق الحكم من محكمة التمييز». وقالت: «لم أخبر طفلي سليمان بالأمر، حتى يصبح واقعاً». وأشارت إلى أنها كانت تعمل قبل بدء القضية، معلمة حاسب آلي في معهد خاص.