أعلن زعيم المسلحين الشيعة في شمال اليمن، الاثنين، انسحاب مقاتليه من الأراضي السعودية، فيما سماه "مبادرة لحقن دماء المدنيين،" لكنه هدد "بحرب مفتوحة على جميع الجبهات،" إذا لم تقبل الرياض تلك المبادرة. وقال عبد الملك الحوثي في تسجيل صوتي أودع موقعا إلكترونيا تابع للحوثيين "نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع ومن كل الأراضي التي تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا لتلك الأراضي كان لصد العدوان الذي انطلق منها." لكنه أردف قائلا "إذا استمر النظام السعودي في عدوانه بعد هذه المبادرة، فإنه يكشف أن حربه ليست إلا غزوا لمناطقنا،" مهددا "بخوض حرب مفتوحة على جميع الجبهات،" في حال لم تقبل السعودية بتلك المبادرة واستمرت في عملياتها العسكرية. وقال الحوثي، الذي كانت وسائل إعلام تحدثت عن إصابته في إحدى الغارات الجوية، "مع دخول الحرب مع النظام السعودي شهرها الثالث، وحرصا منا على حقن دماء المدنيين، فإننا نقدم مبادرتنا." واتهم الحوثي القوات السعودية باستهداف المدنيين، وقصف مناطقهم، قائلا "نثبت من مبادرتنا هذه عدوانية النظام السعودي،" مشيرا إلى أنه يهدف من خلالها إلى "تقديم فرصة حقيقية للسلام يفترض أن يثمنها العقلاء في السعودية." ويوم السبت الماضي، فند الحوثي، تقارير مقتله أو إصابته بظهوره على شريط فيديو بثه موقع "المنبر" الإلكتروني، التابع للحوثيين، ليبدد شائعات مقتله كما أعلنت السلطات اليمنية في وقت سابق. وفي التسجيل المرئي، رد الحوثي على متحدث طلب منه الرد على شائعات نقلتها وسائل الإعلام، عن أنه قُتل أو جُرح في ضربة للجيش اليمني، بقوله: "نؤكد مجدداً أن جهاز السلطة الاستخباراتي ومعلوماتها فاشلة بعون الله وتوفيقه، لينضم هذا الجهاز الاستخباراتي إلى قائمة الفاشلين في حربهم الظالمة على أبناء الشعب اليمني". وظهر الحوثي مرتدياً سترة داكنة اللون فوق ثوب أبيض، وعلى خصره الخنجر التقليدي اليمني، وهو حافي القدمين وقد جلس أمام ستارة زرقاء اللون. ولم يتسن لCNN التأكد بصورة مستقلة أو منفصلة من التسجيل المقتضب، الذي لم يتضح تاريخ تسجيله، ونشر في موقع "يوتيوب." وكانت تقارير رسمية في اليمن قد نقلت أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن عبد الملك الحوثي، قد قُتل في غارة نفذتها مقاتلات يمنية على منزل كان قد لجأ إليه للعلاج من جروح أُصيب بها في قصف سابق، وقد سقط جراء الغارة أيضاً عدد كبير من مرافقيه. وأضافت التقارير أن أنصار الحوثي عمدوا إلى دفنه في منطقة جبل طلان، وعمدوا إلى مواصلة نشر بيانات مذيلة باسمه، بهدف تجنب انهيار معنويات المسلحين، في الوقت الذي تابع فيه مكتب الحوثي نشر تقاريره اليومية عن سير المعارك، دون التطرق إلى هذه الأنباء، رغم أن المكتب كان قد نفى في السابق إصابة الحوثي.